نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 475
[الفصل السادس و العشرون [فى دفع ما يوهم أنّه إذا كان الملاصق
للتّحريك هو القوّة الجسمانيّة، وجب أن تكون الحركات متناهية]]
وهم و تنبيه: و لعلّك تقول: إن جاز ذلك، فيكون متناهى التّحريك، لا
دائم التّحريك، فيكون لغير هذه الحركة. فاسمع و اعلم: أنّه يجوز أن يكون محرّك [1] غير متناهى التّحريك يحرّك شيئا آخر [2]، ثمّ تصدر عن ذلك الآخر حركات غير
متناهية لا على أنّها تصدر عنه [3] لو انفرد، بل على أنّه لا يزال ينفعل عن ذلك المبدأ الأوّل، و
يفعل.
و اعلم أنّ قبول الانفعالات الغير
[4] المتناهية غير التّأثير الغير المتناهى. و التّأثير الغير [5] المتناهى على سبيل الوساطة غير
تأثيره على سبيل المبدئيّة. و [6] إنّما يمتنع في الأجسام أحد هذه الثّلاثة فقط.
التّفسير: هذا هو السؤال الأوّل مع زيادة تقرير؛ و هو [7] أنّه إذا كان الملاصق للتّحريك هو [8] القوّة الجسمانيّة [9]، وجب أن تكون هذه الحركات متناهية لما
بيّنتم أنّ أفعال القوّة الجسمانيّة متناهية.
ثمّ أجاب بأنّ النّفس الجسمانيّة
[10] غير مستقلّة باقتضاء التّحريكات الغير
[11] المتناهية، بل هى تنفعل عن العقل المفارق انفعالات غير متناهية، و
بواسطة [12] تلك الانفعالات تقوى على أفعال [13] غير متناهية
[14].
و اعلم أنّ ههنا أمورا ثلاثة: أحدها؛ الانفعالات الغير [15] المتناهية. و ثانيها؛ التّأثيرات
الغير [16] المتناهية على سبيل الوساطة [17]. و ثالثها؛ التّأثيرات الغير [18] المتناهية على سبيل الاستقلال. و
الممتنع فى القوى الجسمانيّة هو القسم الثّالث و هو التّأثيرات الغير [19] المتناهية على سبيل الاستقلال. فأمّا [20] القسمان الأوّلان فغير ممتنعين.
و لقائل أن يقول: الكلام [21] على ما ذكرتموه [22] من وجوه:
الأوّل [23]؛
ما [24] المعنى بانفعالات النّفس عن [25] العقل؟ إن عنيتم بها كون القوّة
الجسمانيّة في