نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 377
الواجب لذاته فيه كثرة. أمّا الصّغرى فبيانها من وجهين: الأوّل؛ أنّ
كلّ جسم فإنّه ينقسم بحسب [1] الكمّيّة إلى الأجزاء. الثّانى؛ أنّ كلّ جسم فهو مركّب من الهيولى و
الصّورة. و أمّا الكبرى فقد مرّ تقريرها.
و أمّا قوله: «و أيضا فكلّ جسم
محسوس [2] فستجد جسما آخر من نوعه، أو من غير
نوعه إلّا [3] بإعتبار جسميّته»
، فاعلم أنّ معناه أنّ كلّ جسم فلا بدّ و أن تجد جسما آخر من نوعه
المعيّن، و [4] إن كنت لا تجد جسما [5] من نوعه الخاصّ إلّا أنّك تجد ما
يشاركه في الاندراج تحت نوع الجسم. و على التّقدير الأوّل فقد وجدت أشخاصا،
تساويه [6] فى نوعه
[7] الأخير [8].
و قد عرفت أنّ كلّ [9]
ما كان كذلك، كان متعلّق الوجود بالمادّة. و أمّا على التّقدير الثّانى فهو يشارك
ذلك الغير في كونه جسما، و يخالفه فى خصوصيّة نوعيّته، و ما به الاشتراك مغاير لما
به الامتياز، فتكون ذات كلّ واحد من تلك الأجسام مركّبة من الجسميّة العامّة و
الخصوصيّة الخاصّة؛ و قد عرفت أنّ كلّ مركّب ممكن.
و أمّا قوله: «و كلّ جسم محسوس و كلّ
متعلّق الوجود [10] به
[11] معلول»؛
فمعناه أنّ كلّ جسم و كلّ عرض فإنّه لا بدّ و أن يكون معلولا ممكنا [12]، و لا يكون شىء منها واجب الوجود.
[الفصل الرّابع و العشرون [فى بيان تنزيهه تعالى عن أن يكون
مركّبا من الجنس و الفصل]]
إشارة: واجب الوجود لا يشارك شيئا من الأشياء في ماهيّة ذلك
الشّىء، لأنّ كلّ ماهيّة لما سواه مقتضية لإمكان الوجود. و أمّا الوجود فليس
بماهيّة لشىء، و لا جزءا من ماهيّة شىء، أعنى الأشياء الّتى لها ماهيّة لا يدخل
الوجود في مفهومها، بل هو طارىء عليها. فواجب الوجود لا يشارك شيئا من الأشياء في
معنى جنسىّ و لا نوعىّ، فلا يحتاج إلى أن ينفصل عنها بمعنى
[13] فصلىّ أو عرضىّ، بل هو منفصل بذاته. فذاته ليس لها حدّ إذ ليس لها
جنس و لا فصل.
التّفسير: الغرض من هذا الفصل بيان
[14] تنزيهه تعالى عن أن يكون مركّبا من الجنس و الفصل.