نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 376
استقام الكلام.
و أمّا قوله: «و لا يجوز أن يكون لا
زما لذاته على ما بان، فبقى أن يكون عن غيره»
؛ فاعلم أنّ معناه أنّ الّذى لا يكون الوجود نفس [1] ذاته لا يجوز أن يكون جزءا من ذاته، و
قد ثبت فيما مرّ أنّه لا يجوز أن يكون خارجا. و اعلم أنّ
[2] الكلام المستقصى في هذا المعنى قد مرّ.
[الفصل الثّالث و العشرون [فى بيان أنّه تعالى ليس من قبيل
الأعراض و لا من قبيل الأجسام]]
تنبيه: كلّ متعلق الوجود بالجسم المحسوس، يجب به، لا بذاته.
و كلّ جسم محسوس، فهو متكثّر بالقسمة الكمّيّة، و بالقسمة
المعنويّة إلى هيولى و صورة.
و أيضا فكلّ جسم محسوس فستجد جسما آخر من نوعه، أو من غير نوعه
إلّا باعتبار جسميّته. فكلّ جسم محسوس، و كلّ متعلّق به
[3] معلول.
التّفسير: غرضه من هذا الفصل بيان أنّه تعالى ليس من قبيل الأعراض و
لا من قبيل الأجسام. و قدّم [4] إبطال كونه من قبيل الأعراض بقوله
[5]: «كلّ متعلّق الوجود بالجسم المحسوس يجب به، لا بذاته»؛ معناه أنّ
كلّ ما كان حالّا في محلّ فهو مفتقر إليه، و المفتقر ممكن، و الواجب ليس بممكن.
و المشكل ههنا بيان المقدّمة الأولى، فإنّ لقائل أن يقول: لم قلتم:
إنّ كلّ ما كان حالّا في محلّ كان مفتقرا إليه؟ و لم لا يجوز أن يكون غنيّا في
ذاته عن المحلّ، ثمّ إنّه يحلّ تارة و يفارق أخرى بحسب الإرادة؟ و أيضا على لفظ
الشّيخ استدراك، فإنّ قوله: «كلّ متعلّق الوجود بالجسم المحسوس يجب به، لا بذاته»؛
مشعر بأنّ الأعراض ممكنة بذواتها، واجبة بالجسم الّذى حلّت
[6] الأعراض فيه. و هذا خطأ؛ لأنّ العرض و إن كان محتاجا إلى الجسم
لكنّه لا يجب به بل بسائر الأسباب. و لو كان واجبا به لاستحال تغيّر الأعراض مع
بقاء الأجسام.
و أمّا قوله: «و كلّ جسم محسوس فهو
متكثّر بالقسمة الكمّيّة، و بالقسمة المعنويّة
[7] إلى هيولى و صورة»
؛ فاعلم أنّ الغرض منه بيان أنّه تعالى ليس بجسم، لأنّ كلّ جسم ففيه
كثرة، و لا شىء من