إعلم أنّ الشّيخ أنّما أخّر هذه المسئلة عن
[3] الّتى قبلها لا فتقارها إليها على ما سيأتى
[4] بيانه. و اعلم أنّ الكثرة الواقعة في الشّىء تارة تكون حسّيّة،
كتألّف الجسم من أجزائه الجسمانيّة. و قد تكون عقليّة، كتألّف الجسم عن [5] الهيولى و الصّورة، و تألّف [6] الأنواع عن
[7] الأجناس و الفصول. و الشّيخ ذكر أوّلا برهانا عامّا على امتناع
التّركّب [8]، ثمّ أردفه بالبراهين الخاصّة.
[الفصل الحادى و العشرون [فى البرهان العامّ على امتناع الكثرة في
ذات واجب الوجود]]
إشارة: لو التأم ذات واجب الوجود من شيئين، أو أشياء تجتمع، لوجب
بها، و لكان [9] الواحد منها أو كلّ واحد منها قبل
الواجب الوجود، و مقوّما لواجب الوجود. فواجب الوجود لا ينقسم في المعنى و لا في
الكمّ.
التّفسير: الغرض من هذا الفصل ذكر البرهان العامّ على امتناع الكثرة.
و تقريره أنّ كلّ ماهيّة مركّبة [10] عن أمور فإنّها مفتقرة إلى كلّ واحد من أجزائها، و كلّ واحد من
أجزائها غيرها، فكلّ ماهيّة مركّبة [11] فهى مفتقرة إلى غيرها. و كلّ ما افتقر إلى غيره فهو ممكن، فكلّ
ماهيّة مركّبة [12] فهى ممكنة.
و لا شىء من الواجب لذاته بممكن
[13]، فالواجب لذاته لا يكون مركّبا أصلا.