نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 372
مغايرة [1]
المحلّين بالحالّين و مغايرة [2] الحالّين بالمحلّين، و هذا باطل؛ لأنّا لو
[3] علّلنا مغايرة كلّ واحد منهما بمغايرة
[4] الآخر لزم الدّور. و إن علّلنا مغايرة كلّ واحد منهما بذات الآخر
فهو باطل، لأنّه لو لا مغايرة المحلّين لما تغاير
[5] الحالّان، و لو لا مغايرة الحالّين لما تغاير المحلّان فعلمنا أنّ
الأمر لا يكون إلّا على الوجه [6] الأوّل، و حينئذ يلزم الدّور.
ثمّ لئن وقعت المساعدة على هذه القاعدة لكنّها لا تتمشّى على أصولهم؛
لأنّ عندهم الوجود الواجب مساو للوجود [7] الممكن، مع أنّ الوجود الواجب مجرّد عن الماهيّة و القابل [8]. و إذا كان الأمر كذلك، لم يجب في
الماهيّة المجرّدة عن القابل أن يكون شخصها في نوعها؛ لأنّ وجود اللّه تعالى
ماهيّة مجرّدة عن القوابل، ثمّ ههنا وجودات أخر و هى وجودات الماهيّات. [9] الممكنة، و تلك الوجودات مساوية لذلك
الوجود الواجب. فإن منع كون هذه الوجودات مساوية لذلك الوجود الواجب فقد جعل [10] قول
[11] الموجود على الواجب و الممكن بالاشتراك و أنّه باطل، و هم لا يقولون
به [12].
و اعلم أنّ غرض الشّيخ من إيراد هذا الفصل في هذا الباب: أنّ الحجّة
الّتى ذكرها في الفصل السالف حجّة عامّة في أنّ واجب الوجود لا يجوز أن يكون جنسا
تحته أنواع، أو نوعا تحته أشخاص.
و الّذى ذكره [13] فى هذا الفصل حجّة خاصّة في أنّ واجب الوجود يستحيل أن يكون نوعا
تحته أشخاص، لأنّ أشخاص النّوع الواحد أنّما تتكثّر إذا كانت مادّيّة كما بيّنه [14]. و لمّا استحال في الأشياء الواجبة أن
تكون مادّية استحال أن يكون الواجب نوعا تحته أشخاص.
[الفصل العشرون [فى بيان نتيجة دليل التّوحيد]]
تذنيب: قد حصل من هذا [15] أنّ واجب الوجود واحد [16] بحسب تعيّن ذاته، و أنّ [17] واجب