نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 210
[الفصل الخامس [فى بيان أنّ الحركة الاراديّة للانسان و إدراكه
ليست لجسميّته و لا لمزاج بدنه بل هما من أفعال نفسه، فالنّفس غير الجسميّة و
المزاج]]
إشارة: هو ذا يتحرّك الحيوان بشىء غير جسميّته الّتى لغيره، و
بغير [1] مزاج جسمه الّذى يمانعه كثيرا [2] حال حركته في جهة حركته. بل في نفس
حركته. و كذلك يدرك بغير جسميّته، و بغير مزاج جسميّته
[3] الّذى يمنع عن إدراك الشّبيه، و يستحيل عند لقاء الضدّ، فكيف
يلمس [4] به؟ و لأنّ المزاج واقع فيه [5] بين أضداد متنازعة إلى الانفكاك،
إنّما تجبرها على الالتئام و الامتزاج قوّة غير ما يتبع التئامها من المزاج. و كيف
و علّة الالتئام و حافظه قبل الالتئام، فكيف لا يكون قبل ما بعده؟ و هذا الالتئام
كما يلحق الجامع الحافظ و هن أو عدم، يتداعى إلى الانفكاك. فأصل القوى المدركة، و
المحرّكة، و الحافظة للمزاج شىء آخر، لك أن تسمّيه النّفس. و هذا هو الجوهر الّذى
يتصرّف في أجزاء بدنك، ثمّ في بدنك.
التّفسير: لمّا بيّن أنّ هويّة الإنسان ليست جسما، أراد أن يبيّن أن
حركته [6] الإراديّة و إدراكه [7] ليست لجسميّته، و لا لمزاج بدنه.
فأمّا [8] أنّه ليس لنفس الجسميّة، فلأنّ
الجسميّة أمر مشترك فيها.
فلو كانت مقتضية للإدراك و الحركة الإراديّة، لزم [9] حصولهما
[10] فى كلّ الأجسام؛ و ذلك [11] محال.
و أمّا أنّهما ليسا للمزاج فاعلم أنّ الشّيخ قرّر [12] ذلك على مأخذين [13]، فبيّن أوّلا أنّ خواصّ النّفس لا
تليق بالمزاج؛ و ثانيا أنّ خواصّ المزاج لا تليق بالنّفس.
أمّا المأخذ الأوّل [14]؛ فاعلم أنّ للنّفس قوّتين المحرّكة و المدركة، و احتجّ أوّلا
بالقوّة المحرّكة على أنّ النّفس ليست بمزاج من وجهين:
الأوّل؛ أنّ المزاج قد يمانع حال الحركة الإرادية في جهة حركتها، و
ذلك في وقت الإعياء.
فإنّ النّفس تحاول تحريك [15] العضو إلى جهة، و المزاج يمانع كون تلك الحركة سريعة في الجهة الّتى
تحاول النّفس تحريك العضو [16] إليها. فإنّ الإنسان إذا أراد أن يرفع القدم، فجهة الحركة الإراديّة