responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 211

هى الفوق، فعند الإعياء لا تكون هذه الحركة سريعة. فقد حصل ههنا مانع للنّفس عن حال الحركة و هى السرعة، فى جهة تلك الحركة و هى الفوق.

فإن قيل: لم لا يجوز أن يقال‌ [1]: المحرّك إلى فوق‌ [2] هو المزاج، و المانع منه الطّبائع العنصريّة المحفوظة في أجزاء المركّب؟ فنقول: لأنّ الكيفيّة المزاجيّة من جنس كيفيّات تلك البسائط، فيستحيل أن يصدر عنها ضدّ مقتضيات تلك الكيفيّات‌ [3] البسيطة.

و لقائل أن يقول‌ [4]: الكيفيّة [5] الحاصلة عند المزاج مخالفة [6] بالنّوع للكيفيّة [7] الحاصلة للعنصر [8] بل للصّورة [9] العنصريّة، فلم لا يجوز أن يكون مقتضى أحدهما [10] ضدّ مقتضى الآخر [11]؟

و الثّانى؛ أنّ المزاج قد يمانع النّفس‌ [12] عن نفس الحركة الّتى تفعلها. و ذلك في الرّعشة [13]، فإنّ النّفس تحرّكها إلى فوق، و المزاج يحرّكها إلى أسفل لما في العضو من الجوهرين الثّقلين. فحينئذ تتركّب‌ [14] الحركة من مقتضى المزاج و من مقتضى النّفس. فحين ما يتحرّك العضو إلى أسفل لا يتحرّك إلى فوق، فيكون المزاج في تلك الحالة مانعا للنّفس عن الحركة الّتى يفعلها. فهذا هو الاستدلال بالقوّة المحرّكة على أنّ النّفس ليست بمزاج.

و أمّا الاستدلال بالقوّة المدركة فهو أنّ النّفس لو كانت هو [15] المزاج، لما حصل الإدراك باللّمس. لأنّ الملموس إن كان شبيها باللّامس لم ينفعل عنه، فلا يحصل به شعور. و إن لم يكن شبيها كان ضدّا، فعند اجتماعهما لا بدّ و أن تتغيّر [16] كيفيّة مزاج اللّامس. أعنى أنّه تزول الكيفيّة الأولى و تحصل كيفيّة أخرى. و إذا كان كذلك، فالشّاعر بالملموس ليس هو الكيفيّة الزّائلة، فإنّ المعدوم لا يدرك الأشياء [17]. و لا الكيفيّة الحادثة؛ لأنّها بالنّسبة إلى الملموس كالشّبيه، و الشّى‌ء لا يحسّ بشبيهه؛ و لأنّها [18] حال حدوثها لا تنفعل مرّة أخرى، و إذا لم تنفعل وجب أن لا يحصل الإحساس.


[1] - يقال:+ إنّ مج.

[2] - فوق: الفوق مج.

[3] - الكيفيّات: الكيفيّة مج، مص.

[4] - من أفعالها فلا يخلو إمّا (ص 209 س 1) ... لقائل أن يقول: مفقودة من ط.

[5] - الكيفيّة: الكيفيّات مج.

[6] - مخالفة:- مص.

[7] - للكيفيّة: الكيفيّات مص.

[8] - للعنصر: للعنصريات س.

[9] - بل للصّورة: بالصّورة س.

[10] - أحدهما: أحد ط.

[11] - مقتضى أحدهما ضدّ مقتضى الآخر: أحدهما مقتضى الآخر س.

[12] - النّفس:- ط.

[13] - الرّعشة: الجهة س.

[14] - تتركّب: تركّب م.: تركّبت ط.

[15] - هو: هى س.

[16] - تتغيّر: تغيّر م، مص.

[17] - الأشياء: شيئا م، مص.

[18] - لأنّها:+ فى ط.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست