نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 150
التّفسير: لمّا بيّن أنّ المحدّد يصحّ عليه تبدّل الوضع على [1] سبيل الاستدارة، و قد عرفت أنّ الوضع
هو الهيئة الحاصلة بسبب نسبة أجزاء الجسم
[2] بعضها إلى بعض، و بسبب نسبة تلك
[3] الأجزاء إلى أمور خارجة عنها، فإذن التّبدّل في الوضع لا بدّ و أن
يكون لتبدّل نسب [4]
الأجزاء في نفسها، أو [5]
لتبدّل نسبتها [6] إلى الأمور الخارجة عنها. لكنّ الأوّل
محال لاستحالة الخرق على الفلك، فتعيّن الثّانى. و ذلك الجسم يستحيل أن يكون خارجا
عن الفلك؛ لأنّه لا جسم [7] خارجا عنه. فبقى أن يكون ذلك الجسم فيه.
[الفصل الثّالث عشر [لا يمكن الاستدلال بتبدّل ما بين أجزاء الفلك
إلّا أن يقاس إلى جسم ساكن]]
تنبيه: و أنت تعلم أنّ تبدّل النّسبة عند المتحرّك [8] قد يكون للسّاكن و للمتحرّك [9]، فيجب أن يكون عند ساكن [10].
التّفسير: كون الجسم متحرّكا لا يعقل و لا يحسّ [11] إلّا إذا عرف تبدّل نسبة [12] أجزائه إلى أجزاء غيره، و لذلك [13] متى لم يحسّ
[14] تبدّل النّسب لا يحسّ [15] بالحركة. و هذه القاعدة مقرّرة في باب الحسّ و المحسوس من الملخّص.
فإذا [16] كان كذلك، وجب أن يقاس أجزاء الفلك
المحدّد إلى أجزاء جسم آخر ليستدلّ [17] بتبدّل النّسب [18] الّتى بين أجزائه و أجزاء ذلك الجسم على
[19] حركته.
فنقول: إنّا إذا نسبنا الساكن إلى الساكن لم يتبدّل النّسب الّتى بين
أجزائهما ألبتّة. و إذا نسبنا المتحرّك إلى الساكن تبدّلت النسب لا محالة. فإذا
عرفت في أحدهما كونه ساكنا تعيّنت الحركة للآخر.
مثاله إذا نسبنا السماء إلى الأرض، و رأينا جزءا من الفلك تارة [20] على سمت الرّأس و تارة لا كذلك، ثمّ
علمنا وقوف الأرض، علمنا بالضّرورة كون الفلك متحرّكا. و إذا نسبنا المتحرّك إلى