الوكيل يشكو الفضل بن شاذان بأنّه يزعم أنّي لست من الأصل ويمنع الناس من إخراج حقوقه وكتب هؤلاء النفر أيضاً إلى الأصل الشكاية للفضل ولم يكن ذكروا الجسم ولا غيره وذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد اللَّه بن حمدويه البيهقي وقد قرأته بخطّ مولانا عليه السلام والتوقيع هذا:

«الفضل بن شاذان ما له ولمواليّ يؤذيهم ويكذّبهم! وإنّي لأحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لأرمينّه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا و لا في الآخرة».

وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستّين ومائتين قال أبو علي: والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتلّ ومات منه وصلّيت عليه» [1].

وهذا التوقيع كما يظهر من كلام الكشي مشتهر عندهم، ويظهر من طريق الكشي أنّه رواه عن عدّة وبطريق أو أكثر وسيأتي طريق آخر إلى هذا التوقيع رواه الكشي أيضاً وبصورة أخرى وعلى أي تقدير فيظهر من هذا التوقيع الشريف أمور:

1- أنّ الفضل بن شاذان كان على اختلاف مع قوم من الشيعة في نيسابور وكان يطعن عليهم بالارتفاع والغلوّ والتفويض وأنّ وكيل الإمام عليه السلام الذي ندبه عليه السلام من العراق إلى نيسابور قد نزل عند هؤلاء الجماعة، والظاهر أنّ هذه الجماعة أسماؤهم معروفة في الرواة لأنّ ابن يعقوب أبو علي البيهقي قال عنهم:

«كرهت أن أسمّيهم» حيث إنّ أبا علي هو من جماعة الفضل بن شاذان ومن

[1] - رجال الكشي/ 578 رقم 1028.