هذا، مع أنّ جابر من أعلام الطائفة وأجلّائها المستغني عن توثيق النجاشي رحمة اللَّه عليه. وقد كان جابر من الجلالة بمكان أكبره محدّثو العامة وأصحاب التراجم لديهم رغم طعنهم عليه أنّه من كبار الرافضة.

ومنها: ما روى بعدّة طرق من تشدّد حجر بن زائدة الحضرمي وعامر بن جذاعة الأزدي في الطعن على المفضل بن عمر رغم نهي الإمام لهما عن ذلك [1] مع أنّ حجر بن زائدة هذا وعامر بن جذاعة من مشاهير وأعلام المدرسة الثانية.

ومنها: قول المفضل بن عمر في وصيته: «لا تغضبوا من الحق إذا قيل لكم ولا تبغضوا أهل الحق إذا صدعوكم به فإنّ المؤمن لا يغضب من الحق إذا صدع به». وقد نقل في وصيته ما يشعر بحصول القطيعة والهجران بين أصحاب المدرستين [2].

ومنها: ما روى عن صفوان في محمد بن سنان: «إنّ هذا ابن سنان لقد همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه حتى ثبت معنا».

وفي قباله قول محمد بن سنان في مسجد الكوفة: «من أراد المعضلات فإنّي ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ وأشار إلى صفوان» [3].

ومنها: قول الفضل بن شاذان- وهو من أصحاب المدرسة الكلامية- في بعض كتبه: «الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم» [4]. مع أنّ هؤلاء الجماعة لو كانوا بهذه

[1] - روضة الكافي 8/ 373 ح 561، ورجال الكشي/ ح 598 و 583.

[2] - آخر تحف العقول/ 514- 515.

[3] - رجال الكشي/ ح 981.

[4] - رجال الكشي/ ح 1033.