على ذلك.

ومن أمثلة ذلك ما قاله الشيخ المفيد في الجواب عمّا سأله في الأخبار المروية عن الأئمة الهادية عليهم السلام في الأشباه وخلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام وإخراج ذريته على صورة الذر وما إلى ذلك فقال:

إنّ الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة وصنفوا فيها كتباً لغو فيها وهذوا فيما أثبتوه منه في معانيها، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة شيوخ أهل الحق وتخرصوا الباطل بإضافتها إليهم من جملتها كتاب سموه «كتاب الأشباح والأظلّة» ونسبوا تأليفه إلى محمد بن سنان ولسنا نعلم صحّة ما ذكروه في هذا الباب عنه فإن كان صحيحاً فإنّ ابن سنان قد طعن عليه وهو متّهم بالغلو فإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضال بضلاله عن الحق وإن كذبوا فقد تحمّلوا أوزار ذلك [1].

مع أنّ الشيخ المفيد قد وثّق محمد بن سنان في الإرشاد قال: فممن روى النصّ على الرضا علي بن موسى عليهما السلام بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته: داود بن كثير الرقّي ومحمد بن إسحاق بن عمّار وعلي بن يقطين ونعيم القابوسي والحسين بن المختار وزياد بن مروان، والمخزومي وداود بن سليمان ونصر بن قابوس وداود بن زربيّ ويزيد بن سليط ومحمد بن سنان [2].

وقال في جوابات أهل موصل بعد ذكر حديث عن محمّد بن سنان في أنّ شهر رمضان ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً قال: وهذا الحديث شاذّ نادر غير معتمد

[1] - المسائل السروية: المسألة الثانية.

[2] - الإرشاد 2/ 248.