تجاه الفريق الآخر.

فمثلًا تلاحظ المقولة المشهورة من الفضل بن شاذان: «إنّ الكذابين المشهورين ستّة ...» وهذه المقولة أطلقها الفضل وهو ينتمي إلى المسلك الكلامي ذي الطابع البحثي المتقيّد بالمسلّمات المقبولة في الفهم العامّ دون نمط اللطائف والإشارات والمعاريض والتلويحات، بينما الستّة الذين طعن فيهم هم من أصحاب النهج الثاني، فهذا ممّا يستدعي التوقّف والتنقيد من الباحث الرجالي حول منطق هذه الدعوى من الفضل، لا سيّما وأنّ الفضل قد حدّث وروى عن بعضهم جملة من الأحاديث لتلاميذه واشترط عليهم عدم التحديث بها إلّابعد حياته.

وكذلك الحال في شأن النجاشي وابن الغضائري تجاه الرواة من أصحاب النهج الثاني.

ومن أمثلة الطعون الشائعات ما ألصق بهشام بن الحكم من شائعة التجسيم به وقد انطلت هذه الشائعة على عدّة أجيال من الرواة، ولكنّ أرباب السيرة والدراية والرجال وعلم الكلام قد نقّحوا أطراف هذه الشائعة وتتبّعوا خيوطها إلى أن وقفوا على حقيقة الحال، وأنّهما من التهم التي ألصقها المخالفون بهشام بن الحكم، حتى أنّ هذه الشبهة قد بلغت حدّاً من الرواج لم يكن في وسع المعصومين عليهم السلام كالإمام الرضا عليه السلام والإمام الجواد عليه السلام تبرئة هشام منها بل أدانوا مقولة التجسيم في جملة الأحاديث ممّا يوهم إدانتهم لهشام على تلك المقولة؛ مع أنّ تلك الأحاديث صدرت مجاراة لما قد شاع وإن كانت في صدد إبطال أصل المقولة الخاطئة فيظنّ من لا إحاطة له بمجموع ملابسات الحدث، أنّ هشام بن الحكم قد تبنّى تلك المقولة وقد أدين من قِبَل المعصومين عليهم السلام