الصحيحة إشارة وتلويح إلى مسألة البداء في إمامة إسماعيل، فلعلّ ما في روايات الذمّ محمول على توهّم المفضّل الإمامة في إسماعيل قبل أن ينكشف له حقيقة الأمر كما تشير إليه بعض الروايات أيضاً [1]، أو ضرب من التأويل وإلّا ففيما قد روى من روايات النص على موسى بن جعفر يظهر منها أنّ المفضّل من أوائل من دان بإمامة موسى بن جعفر عليه السلام.

فقد روى الصدوق في المعتبرة عن المفضل بن عمر قال: دخلت على سيدي جعفر بن محمد عليه السلام فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟

فقال لي: «يا مفضل الإمام من بعدي ابني موسى والخلف المأمول المنتظر م ح م د بن الحسن بن عليّ بن محمد بن علي بن موسى» [2].

وأما صلته بالخطابية فإن كان بلحاظ حال الاستقامة لأبي الخطاب فلا ضير فيها، وأما إن كان بلحاظ أيام انحرافه فالذي يظهر من مكاتبته للصادق عليه السلام ومكاتبة الصادق عليه السلام له أن موقف المفضّل كان مجانباً للخطابية وإن مكاتبة الصادق عليه السلام له جواباً عن كتاب قد سأل فيه أسئلة استنكر فيها أقوال وأفعال الخطابية. وكان جوابه عليه السلام تبياناً للمواضع التي زاغ الخطابية في فهمها من معارف ومناهج أهل البيت عليهم السلام وفيها يقول عليه السلام له:

«كتبت تذكر أن قوماً أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وأنك أُبلغت عنهم أموراً تروى عنهم كرهتها لهم» [3].

مما يدلّ على استنكاره لما يظهر من بعض أفعال الخطابية كما أن

[1] - رجال الكشي/ رقم 590.

[2] - بحار الأنوار 48/ 15 عن كمال الدين وتمام النعمة.

[3] - بحار الأنوار 24/ 286.