مفارقة المفضل للخطّابية

فقد ذكر غير واحد أنّ المفضّل كان مع الخطّابية برهة ثم فارقهم وقد ذهب إلى ذلك الوحيد في التعليقة والمامقاني في التنقيح استناداً إلى قول حماد بن عثمان فيما رواه الكشي عن جبرئيل بن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي: «يا كافر يا مشرك مالك ولإبني- يعني إسماعيل بن جعفر- وكان منقطعاً إليه يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعد» [1].

وقال الكشي عن بعض الأحاديث التي في مدح المفضّل عن الصادق عليه السلام: «لعلّ هذا الخبر إنما روي في حال استقامة المفضّل قبل أن يصير خطّابياً» [2].

وروى الكشي عن حمدويه بن نصير عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم وحمّاد بن عثمان عن إسماعيل بن جابر قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «ايت المفضّل قل له: يا كافر يا مشرك ما تريد إلى ابني تريد أن تقتله» [3].

وهذا الحديث صحيح السند.

لكن قد مرّ في صحيحة يونس بن يعقوب تعزية الإمام للمفضّل بموت إسماعيل مما يظهر أنّ هناك علاقة شديدة بين المفضّل وإسماعيل. وفي

[1] - الكشي/ ح 581.

[2] - الكشي/ ح 585.

[3] - الكشي/ ح 586.