وحكى عن ابن الغضائري فيما ينسب إليه من الرجال قال: «وقال علي بن الحسن بن فضال: إني لأستحي من اللَّه أن أروي عن الحسن بن علي» [2].
وهذا التصريح من علي بن الحسن بن فضال يبيّن بوضوح أنّ من يضعّف ويطعن عليه لا يستحلّون الرواية والإكثار عنه.
وإذا كان هذا شأن مثل علي بن الحسن بن فضال فكيف هو حال من هو أجلّ منه قدراً وشأناً وضبطاً من أصحاب الإجماع وممن قيل فيهم أنّهم لا يروون ولا يرسلون إلّاعن ثقة ونحوهم ممن هو في الجلالة والرفعة، لا سيما مع الإكثار في الرواية الذي هو محلّ الكلام ومحطّ هذه القاعدة ولا سيّما إذا كانت الروايات في باب الأحكام فضلًا عن أبواب المعارف والمعتقدات.
ومما يشهد على ذلك أيضاً ما ذكره النجاشي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك الفزاري حيث قال: ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما اللَّه» [3].
وهذا صريح في كون الرواية غير القليلة عن شخص- لا سيّما إذا كانت ممن هو من شيوخ الطائفة الكبار- تعني اعتماداً فوق التوثيق فمن ثم يستغرب النجاشي من رواية هذين الشيخين الجليلين في الطائفة عن الفزاري حسب زعم النجاشي ونظر حول هذا الراوي وقد تعرّضنا إلى ضعف تضعيف النجاشي له في المفردات فلاحظ.