ان المستفاد من الاية الشريفة النهي عن الانفاق بالخبيث، والكافر خبيث النفس، بل الخباثة النفسية أشد من الرداءة المالية.
و فيه: ان الظاهر من الاية الانفاق المالي، ويؤيده ما رواه أبو بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عز وجل
{ يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبََاتِ مََا
كَسَبْتُمْ وَ مِمََّا أَخْرَجْنََا لَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ وَ لاََ
تَيَمَّمُوا اَلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ } قال: كان رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم اذا أمر بالنخل أن يزكي يجيء قوم بألوان من
التمر وهو من أردى التمر يؤدونه من زكاتهم تمرا يقال له: الجعرور
والمعافارة قليلة اللحاء عظيمة النوى، وكان بعضهم يجيء بها عن التمر
الجيد، فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: لا تخرصوا هاتين
التمرتين، ولا تجيئوا منهما بشيء، وفي ذلك نزل { «وَ لاََ تَيَمَّمُوا اَلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاََّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» } و الاغماض ان يأخذ هاتين التمرتين[1]فلا ترتبط الاية بالمقام.
الوجه الخامس: انه يعتبر في العتق قصد القربة، وكيف يمكن قصد القربة لعتق
الكافر، والحال ان اللّه تبارك وتعالى منع عن الموادة بالنسبة الى من حاد
اللّه بقوله تعالى: { لاََ تَجِدُ
قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوََادُّونَ مَنْ
حَادَّ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كََانُوا آبََاءَهُمْ أَوْ
أَبْنََاءَهُمْ أَوْ إِخْوََانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } الاية[2]و بقوله تعالى:
{ يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ
عَدُوَّكُمْ أَوْلِيََاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ
كَفَرُوا بِمََا جََاءَكُمْ مِنَ اَلْحَقِّ } الاية[3].
و فيه: اولا قد صرح في آية اخرى بالجواز بالنسبة الى غير المقاتل بقوله
[1]الوسائل الباب 19 من ابواب الزكاة الغلات الحديث: 1