الکافر أمارة علی التذکیة، و أن الأمارة ید المسلم علی ما تقدم تقریبه. جلد المیتة [1]
المنسوب إلی أکثر العامة أن جلد المیتة تطهر بالدباغ [1]، و لعل مرادهم أن
دباغ الجلد ذکاته، و المشهور بل المتسالم علیه عند أصحابنا أن جلد المیتة
کلحمه و شحمه لا یقبل التطهیر لا بالدبغ و لا بغیره، نعم حکی عن ابن الجنید
طهارته بالدبغ [2]، و عن المحدث الکاشانی المیل إلیه [3]. و ربما یحکی ذلک
عن الصدوق رضی الله عنه [4] و وجه الحکایة أمران: أحدهما: ورود طهارته بالدبغ فی الفقه الرضوی [5]، و ان الغالب ما فیه یطابق فتاواه [6]. و
الثانی: أنه روی مرسلًا فی الفقیه عن الصادق علیه السلام عن جلود المیتة
یجعل فیها اللبن و الماء و السمن ما تری فیه؟ فقال: «لا بأس بأن تجعل فیها
ما شئت من ماء أو لبن أو سمن و تتوضأ منه و تشرب و لکن لا تصلّ فیها» [7] و
قد ذکر فی أول الفقیه أنه لا یذکر فیه إلّا ما یفتی به، و من الظاهر أن
جعل اللبن و السمن و الماء فی الجلد لا یکون إلّا بعد الدبغ، حیث إن الجلد
کاللحم و الشحم یصیر جیفة لا یصلح جعل شیء فیه إلّا بعد الدبغ. [1] منتهی المطلب 3: 352. [2] حکاه العلامة فی مختلف الشیعة 1: 501. [3] حکاه فی جواهر الکلام 5: 302. [4] حکاه العلامة المجلسی فی بحار الأنوار 77: 78. [5] الفقه المنسوب إلی الإمام الرضا علیه السلام: 302. [6] المصدر السابق: 44 و 47. [7] من لا یحضره الفقیه 1: 79، الباب الأول، الحدیث 15.
نام کتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد جلد : 2 صفحه : 109