«فيكون»،
منصوب بتقدير «أن» و كذا الأفعال المصدّرة ب «الفاء» بعده؛ و «مشاركا» على صيغة
المفعول أي حتّى يشاركه ولده في عزّه و جلاله؛ إذ الولد، إنّما يعزّ بعزّة أبيه
إذا كان أبوه عزيزا إذ هو من أهل بيت الشّرف و العزّة و الحال انّه لا مشارك له
تعالى في شيء من الأشياء. و يمكن أن يكون إشارة إلى البرهان المشهور للتّوحيد [2]. و أراد ب
«العزّ»، وجوب الوجود، إذ هو سبب الاتّصاف بجميع النّعوت الإلهيّة. و صورة الدليل،
أنّ الولد لا محالة يكون من نوع الأب و إنّما التمايز بالعوارض و ذلك بشهادة [3] العقول
جميعا. فلو فرض للّه تعالى ولد، لكان مشاركا له في حقيقته فيحتاج إلى المميّز و
الاحتياج يناقض وجوب الوجود. و لا ريب انّ هذا التقرير على امتناع الولد، مما لا
يرد عليه الشبهة المشهورة بشبهة ابن كمونة [4] كما لا يخفى.
[انّه
تعالى لم يولد حتى يكون موروثا]
[1] .
و في نهج البلاغة، في خطبة 183: «لم يولد سبحانه ...» و لابن أبي الحديد في شرحه
بيان مفيد- شرح نهج البلاغة 10/ 82 و في البحار، ج 4، ص 256، أيضا: «الذي لم يولد»
و هكذا في التوحيد، ص 31. و أمّا في الكافي: «الذي لم يلد» (أصول الكافي، كتاب
التوحيد، باب جوامع التوحيد، حديث 7 ص 141).
[2] . راجع:
الشفاء، الإلهيات، ص 45؛ الأسفار ج 1، ص 129 و 135.
[4] . هو
عزّ الدّولة سعد بن منصور الإسرائيلي البغدادي صاحب الشبهة المشهورة باسمه توفي
في. 690 ه أو 683 ه و له «تنقيح الأبحاث في البحث عن الملل الثلاث» (أي اليهودية و
المسيحية و الإسلام) و «شرح التلويحات» للسهروردي و «شرح الإشارات» لابن سينا. و
أمّا شبهته المشهورة، فإليك ببيانها و ردّها في الأسفار، ج 1، ص 132.
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 71