responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 204

 

حكمها على قولين أو أقوال لا بد ان يكون أحدها صوابا فما الفائدة في ذلك و القول الصواب من بينها مجهول و هل يكون ذلك مغنيا عن امام معصوم يبين الصواب.

و شبه في صفحة (لح) كلية العلوم بكلية الصناعات و قال لا يوجد صانع يصنع كل المصنوعات و معلوم بالضرورة ان الامام لم يكن يفتي في جميع علوم الدين. و لا يعلم التاريخ اماما له علم يبلغ به إلى درجة امام من آحاد أئمة الأمة في علم من العلوم.

(و نقول): الشريعة ليست كلية مدارس و لا كلية صناعات ان هو الا وحي يوحى نزل به جبرئيل على خاتم الأنبياء فهذه الخزعبلات لا تفيد الا التطويل و تضييع الوقت و دعواه الضرورة في ان الامام لم يكن يفتي في جميع علوم الدين ان تمت فإنما تتم في بعض من كانوا في منصب الامامة اما أئمة أهل البيت فهذه الدعوى فيهم باطلة بالضرورة فقد قال أبو الائمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع سلوني قبل ان تفقدوني. في الاستيعاب بسنده عن سعيد بن المسيب ما كان أحد من الناس يقول:

سلوني غير علي بن أبي طالب. و في الاستيعاب: روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل: شهدت عليا يخطب و هو يقول: سلوني فو الله لا تسألوني عن شي‌ء الا أخبرتكم. و رواه السيوطي في الإتقان بهذا السند مثله.

و روى أبو جعفر الإسكافي في كتاب نقض العثمانية عن ابن شبرمة: ليس لاحد من الناس ان يقول على المنبر سلوني الا علي بن أبي طالب. و كان باب مدينة علم المصطفى و قد رجع اليه جميع الصحابة في علوم الدين و لم يرجع إلى أحد و فتاواه العجيبة في مشكلات مسائل الدين مشهورة و في المؤلفات مذكورة و قد أفردت بالتأليف باسم (عجائب قضايا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) و قد جمعناها في كتاب و طبعناه و قال فيه رسول الله (ص) أقضاكم علي، و قول عمر فيه و رجوعه إلى قوله معروف مشهور و ورث علومه أولاده الائمة واحدا بعد واحد و قد جاء عنه و عن أولاده في علوم الدين و الفتاوى في أبواب الفقه من الطهارة إلى الديات ما ملأ الطوامير و اناف على ما في الصحاح الستة و غيرها بكثير و لا يتسع المقام للاشارة إلى جميعها. و اين هو الواحد من آحاد الأمة الذي لا يبلغه علم امام من أئمة أهل البيت ما هي الا الدعاوي المجردة عن كل مستند كما قال القائل:

و عالم قد جاءنا يفتي بما لم يخلق‌

يفتي هنا و يدعي دليله في الدورق‌

 

الامام الباقر ع‌

قال في صفحة (لح): الباقر كان يدعي ان عنده أصول علم يتوارثه أهل البيت الا انه كان يكنزها كما يكنز الناس الذهب و الفضة.

(و نقول): الباقر لقب بذلك لتوسعه في العلم لقبه به جده الرسول (ص)، و أرسل اليه السلام مع جابر بن عبد الله الأنصاري و اعترف بعلمه الناس كافة و قال ابن حجر في صواعقه: أظهر من مخبات كنوز المعارف و حقائق الأحكام و اللطائف ما لا يخفى الا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية و السريرة و من ثم قيل فيه هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعة. فذكره بهذه العبارة عبارة الاستخفاف ما هو الا عناد للرسول (ص) الذي سماه باقر العلم، و ما ندري الآن صحة ما حكاه عن الامام الباقر و إذا صح لم يكن فيه استغراب و لا استبعاد من قوم هم ورثة علوم جدهم. و إذا كان يكنزها عن غير أهلها و يبذلها لأهلها لم يكن في ذلك غرابة.

علوم الائمة ع‌

قال في صفحة (لط): و الشيعة إذا أتت بما عند الائمة من العلوم تأتي بتفسير الجهد و بما يقوله الناقوس و الطبول ثم بغرائب تسميها غرائب العلوم إن دلت على شي‌ء فإنما تدل على جهل كاتبيها و قائليها و الائمة من كلها بريئة.

(و نقول): قد أبطل في حصره مرويات الشيعة عن الائمة من العلوم في ذلك. فالشيعة روت عن أئمة أهل البيت في أنواع العلوم ما لا يحصى.

فروت عنها في التفسير. و الكلام و الجدل و الاحتجاج. و التوحيد. و أصول الفقه. و المواعظ و الحكم و الآداب و الفقه من الطهارة إلى الديات و غير ذلك ما جمع في مجلدات كثيرة العدد ضخمة الحجم جمة الفوائد، فرووا عن علي أمير المؤمنين كتابا املى فيه ستين نوعا من علوم القرآن، و رووا عن الباقر كتابا في التفسير و أشار اليه ابن النديم في فهرسته و الامام الصادق رووا عنه في أنواع العلوم ما ملأ الخافقين و روى عنه راو واحد و هو ابان بن تغلب ثلاثين ألف حديث، و الامام الحسن العسكري رووا عنه كتابا في التفسير و اشتملت كتب التفسير للشيعة كمجمع البيان و التبيان المطبوعين و غيرهما و توحيد المفضل المطبوع المروي عن الصادق هو أحسن كتاب في رد الدهرية و كذلك توحيد الصدوق المطبوع المروي عن أئمة أهل البيت، و كتاب الاهليلجة في الكلام مروي عن الصادق موجود في البحار. و كتاب تحف العقول المطبوع جمع علي ابن شعبة الحلبي في مواعظهم و حكمهم و آدابهم التي هي كنوز لا تنفد، و الجزء السابع عشر من البحار كذلك، و نهج البلاغة معروف، و غرر الحكم و درر الكلم جمع الآمدي مشهور مطبوع. و نثر اللآلي جمع الطبرسي صاحب مجمع البيان مطبوع كلاهما من كلام أمير المؤمنين علي ع، و رسالة الحقوق لزين العابدين جمعت أدب الدنيا و الدين مطبوعة و استقصاء ما اثر عنهم ان ذلك لا يسعه المقام و ما روي عنهم في الفقه كتب كثيرة كل منها في مجلدات ضخمة و قد فصلها صاحب الوشيعة في موضع آخر و هنا يقول:

الشيعة إذا أتت بما عند الائمة من العلوم تأتي بتفسير ابجد (إلخ) هذا انصافه و معرفته. و هذا الكلام منه ان دل على شي‌ء فإنما يدل على جهل قائله أو على عناده و تمحله. ما رووه عنهم في غرائب العلوم كتفسير ابجد و أمثاله ليس بمستغرب و لا مستبعد و إذا لم توجد غرائب العلوم عندهم فعند من توجد و هم وحدهم وارثو جميع علوم جدهم جامع العلوم و الغرائب. مع ان ذلك ان صح أم لم يصح لا يعد عيبا فكم في كتب غيرهم مما يشبه ذلك كخبر الجساسة المروي في صحيح مسلم و أمثاله. روى الامام احمد في مسنده بسنده عن زر بن حبيش: تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان فأمر بلقحة فحلبت و بقدر فسخنت ثم قال ادن فكل فقلت اني أريد الصوم فقال و انا أريد الصوم فأكلنا و شربنا ثم أتينا المسجد فأقيمت الصلاة ثم قال حذيفة هكذا فعل بي رسول الله (ص) قلت أ بعد الصبح قال نعم هو الصبح غير ان لم تطلع الشمس قال و بين بيت حذيفة و بين المسجد كما بين مسجد ثابت و بستان حوط و قال حذيفة هكذا صنعت‌

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست