responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 313

 

علمنا ان الله تعالى لا يبدو له شي‌ء بعد ان كان خفيا عنه لاستلزامه الجهل و الله منزه عنه و كما لزم حمل الآيات المذكورة و الخبر المذكور على ما لا ينافي نزاهته تعالى أو ايكال علمه اليه كذلك يلزم حمل البداء الوارد في بعض الاخبار على معنى لا ينافي نزاهته تعالى و هو مناسب للفظ البداء كل المناسبة بان يراد بالبداء الإظهار بعد الإخفاء لا الظهور بعد الخفاء. و معناه ان يظن حدوث شي‌ء في الكون لسبب من [الأساب‌] الأسباب ثم يفعل الله تعالى ما يبطل هذا الظن و لما كان هذا شبيها بالبداء أطلق عليه لفظ البداء مجازا فالبداء نسخ في التكوين كما ان النسخ المعروف نسخ في التشريع فكما انه تعالى يحكم حكما من الأحكام من وجوب أو تحريم أم غيرهما يكون ظاهره الاستمرار بحيث لو لم ينسخ لكان مستمرا و لا يصرح باستمراره و إلا لكان نسخه مناقضا لذلك و لا بتحديده بزمان و إلا لكان توقيتا لا نسخا ثم ينسخه فيكون الناسخ قرينة على ان هذا الظهور غير مراد و ان الحكم كان في الواقع محدودا لكنه لم يظهر تحديده لمصلحة اقتضت ذلك فالنسخ انما هو للظهور لا نسخ للحكم في الواقع لأن النسخ معناه الازالة فان كان الحكم مستمرا في علم الله واقعا إلى الأبد كان نسخه محالا للزوم التناقض أو الجهل بتبعية الأحكام للمصالح و المفاسد فمع كون المصلحة توجب الاستمرار لا يجوز النسخ و مع كونها لا توجبه لا يجوز الحكم بالاستمرار إلا من الجاهل و ان كان في الواقع محدود إلى حين النسخ لم يكن ذلك نسخا إذ لا إزالة هنا و لذلك قال بعض الفرق من غير المسلمين باستحالة النسخ و كذلك قد يظهر من بعض الأمارات حدوث شي‌ء في الكون ثم يظهر بطلان ذلك فيعبر عنه بالبداء مجازا لشبهه بمن كان يريد فعل شي‌ء ثم بدا له ان يفعل خلافه مثل ما ورد في حق الكاظم ع انه بدا لله في شانه فإنه كان يظن ان الامام بعد الصادق هو ابنه إسماعيل لأنه أكبر ولده و الامامة للأكبر بحسب النص فلما توفي إسماعيل في حياة أبيه ظهر انه ليس بإمام فالله تعالى أظهر بموته بطلان ما كان يظن من إمامته و عبر عن ذلك بالبداء مجازا. و نظير ذلك ما يحكى ان عيسى ع أخبر بموت عروس ليلة زفافها فوجدت في الصباح غير ميتة و تحت فراشها حية و علم انها تصدقت بصدقة تلك الليلة فدفع الله عنها الموت و هذه كان قد قدر الله عمرها إلى ليلة زفافها و كان اخبار عيسى ع بناء على ما علمه من ذلك التقدير و كان مشروطا بعدم التصدق و كان الله تعالى يعلم بأنها ستتصدق و لا تموت و عيسى ع يجهل ذلك و هذا هو المحو و الإثبات الوارد في الكتاب العزيز يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب فلا محو إلا بعد إثبات كما اعترف به في وشيعته فلا بد من حمل المحو على محو ما ثبت ظاهرا. لا ما ثبت واقعا و الا لزم نسبة ما لا يليق اليه تعالى و هذا هو معنى البداء المجازي.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
فرمت PDF شناسنامه فهرست