يسلم بحيرا فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه
عليه و سلم عبد اللّه- فرصده على ماء بأرض الحبشة، و كان يرده مع الوحش، فورد،
فلما وجد ريح الإنس هرب، حتّى إذا أجهده العطش ورد فشرب حتى تملأ [1]، و خرجوا في
طلبه. فقال عبد اللّه بن أبي ربيعة:
فسعيت إليه
فالتزمته، فجعل يقول لي: يا بحير أرسلني! يا بحير أرسلني! إني أموت إن أمسكتموني.
قال عبد اللّه:
و ضغطته [2]
فمات في يدي مكانه. فواراه ثم انصرف. و كان شعره قد غطّى على كل شيء منه.
قال الواقديّ
عن ابن أبي الزّناد: و قال عمرو لعمارة: يا فائد، إن كنت تحبّ أن أصدّقك بهذا أو
أقبله منك فأتني بثوبين أصفرين. فلمّا رأى النجاشيّ الثوبين قال له عمرو: أ تعرف
الثوبين؟ قال نعم.
و قال الواقديّ
عن ابن أبي الزّناد عن أبيه، قال النجاشيّ لعمارة: إنّي أكره أن أقتل قرشيّا، و لو
قتلت قرشيّا لقتلتك، فدعا بالسواحر.
شعر عمرو بن
العاص في عمارة:
فقال عمرو بن
العاص يذكر عمارة و ما صنع به- قال الواقديّ أخبرني ابن أبي الزّناد أنه سمع ذلك
من ابن ابنه عمرو بن شعيب بن عبد اللّه بن عمرو يذكره لحدّه-: