responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 200

فطرب الشيخ و صاح ثم رمى بنفسه بثيابه في الفرات، و جعل يغوص في الفرات و يطفو و يقول: أنا الأرقم! أنا الأرقم! فألقوا أنفسهم خلفه، فبعد لأي ما استخرجوه، و قالوا له: يا شيخ، ما حملك على ما صنعت؟ فقال: إليكم عنّي! فإنّي و اللّه أعرف من معاني الشعر ما لا تعرفون. و قال إسماعيل في خبره/ فقلت له: ما أصابك؟ فقال: دبّ شي‌ء من قدمي إلى رأسي كدبيب النمل و نزل في رأسي مثله، فلمّا وردا على قلبي لم أعقل ما عملت.

و أمّا ما في الخبر من الصّنعة في: «قالت إذا الليل دجا» فإنّ لحن الواثق هو المشهور، و ما وجدت في كتب «الأغاني» غيره، بل سمعت محمد بن إبراهيم المعروف بقريض و ذكاء وجه الرّزّة يغنّيان فيه لحنا من الثقيل الأوّل المذموم؛ فسألتهما عن صانعه فلم يعرفاه، و ذكرا جميعا أنّهما أخذاه/ عن أحمد بن أبي العلاء.

علمه بالغناء و عدد أصواته و ذكر المشهور منها:

و أخبرني الصولي عن أحمد بن محمد بن إسحاق عن حمّاد بن إسحاق قال:

كان الواثق أعلم الخلفاء بالغناء، و بلغت صنعته مائة صوت، و كان أحذق من غنّى بضرب العود. قال: ثم ذكرها فعدّ منها:

يفرح الناس بالسّماع و أبكي‌

أنا حزنا إذا سمعت السّماعا

و لها في الفؤاد صدع مقيم‌

مثل صدع الزّجاج أعيا الصّناعا

الشعر للعبّاس بن الأحنف. و الغناء للواثق خفيف ثقيل. و فيه لأبي دلف خفيف رمل.

و منها:

ألا أيّها النفس التي كادها الهوى‌

أ فأنت إذا رمت السّلوّ غريمي‌

أفيقي فقد أفنيت صبري أو اصبري‌

لما قد لقيتيه عليّ و دومي‌

الشعر و الغناء للواثق خفيف رمل.

و منها:

سقى العلم الفرد الذي في ظلاله‌

غزالان مكحولان مؤتلفان‌

أرغتهما ختلا فلم أستطعهما

و رميا ففاتاني و قد قتلاني‌

/ الغناء للواثق ثقيل أوّل. و فيه لإسحاق رمل و هو من غريب صنعته، يقال إنه صنعته بالرّقّة.

و منها:

كلّ يوم قطيعة و عتاب‌

ينقضي دهرنا و نحن غضاب‌

ليت شعري أنا خصصت بهذا

دون ذا الخلق أم كذا الأحباب‌

فاصبر النفس لا تكونن جزوعا

إنما الحبّ حسرة و عذاب‌

فيه للواثق رمل، و لزرزور ثقيل أوّل، و لعريب هزج.

و منها:

و لم أر ليلى بعد موقف ساعة

بخيف منى ترمي جمار المحصّب‌

[6]

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست