responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 127

لا تسألني و سل لبنى. فذهب ليلمّ بخبائها/ فيسألها، فمنعه قومها. فأقبلت عليه امرأة من قومه فقالت له: ما لك ويحك تسأل كأنك جاهل أو تتجاهل! هذه لبنى ترتحل الليلة أو غدا. فسقط مغشيا عليه لا يعقل ثم أفاق و هو يقول:

و إنّي لمفن دمع عيني بالبكا

حذار الذي قد كان أو هو كائن‌

و قالوا غدا أو بعد ذاك بليلة

فراق حبيب لم يبن و هو بائن‌

و ما كنت أخشى أن تكون منيّتي‌

بكفّيك إلّا أنّ ما حان حائن‌

/ في هذه الأبيات غناء و لها أخبار قد ذكرت في أخبار المجنون. قال و قال قيس:

يقولون لبنى فتنة كنت قبلها

بخير فلا تندم عليها و طلّق‌

فطاوعت أعدائي و عاصيت ناصحي‌

و أقررت عين الشامت المتخلّق [1]

وددت و بيت اللّه أنّي عصيتهم‌

و حمّلت في رضوانها كلّ موبق [2]

و كلّفت خوض البحر و البحر زاخر

أبيت على أثباج موج مغرّق‌

كأنّي أرى الناس المحبّين بعدها

عصارة ماء الحنظل المتفلّق‌

فتنكر عيني بعدها كلّ منظر

و يكره سمعي بعدها كلّ منطق‌

قال: و سقط غراب قريبا منه فجعل ينعق مرارا، فتطيّر منه و قال:

لقد نادى الغراب ببين لبنى‌

فطار القلب من حذر الغراب‌

و قال غدا تباعد دار لبنى‌

و تنأى بعد ودّ و اقتراب‌

فقلت تعست ويحك من غراب‌

و كان الدهر سعيك في تباب‌

/ و قال أيضا و قد منعه قومه من الإلمام بها:

صوت‌

ألا يا غراب البين ويحك نبّني‌

بعلمك في لبنى و أنت خبير

فإن أنت لم تخبر بما قد علمته‌

فلا طرت إلّا و الجناح كسير

و درت بأعداء حبيبك فيهم‌

كما قد تراني بالحبيب أدور

غنّى سليمان أخو حجبة رملا بالوسطى.

قالوا: و قال أيضا و قد أدخلت هودجها و رحلت و هي تبكي و يتبعها:


[1] المتخلق: الذي يتكلف ما ليس في خلقه.

[2] الموبق: المهلك.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست