فلما أنشدت
جميلة قصيدته في عمر بن الخطاب، قالت: و اللّه لأعملنّ فيها لحنا لا يسمعه أحد
أبدا إلا بكى. قال إبراهيم: و صدقت؛ و اللّه ما سمعته قطّ إلا أبكاني؛ لأني أجد
حين أسمعه شيئا يضغط قلبي و يحرقه فلا أملك عيني، و ما رأيت أحدا قطّ سمعه إلا
كانت هذه حاله.
صوت من
المائة المختارة
يا دار عبلة من مشارق مأسل
درس الشئون و عهدها لم ينجل
فاستبدلت عفر الظّباء كأنما
أبعارها في الصّيف حبّ الفلفل
تمشي النّعام به خلاء حوله
مشي النّصارى حول بيت الهيكل
احذر محلّ السّوء لا تحلل به
و إذا نبا بك منزل فتحوّل
الشعر، فيما
ذكر يحيى بن عليّ عن إسحاق، لعنترة بن شدّاد العبسيّ. و ما رأيت هذا الشعر في شيء
من دواوين شعر عنترة، و لعله من رواية لم تقع إلينا؛ فذكر غير أبي أحمد أنّ الشعر
لعبد قيس بن خفاف البرجميّ، إلا أنّ البيت الأخير لعنترة صحيح لا يشكّ فيه. و
الغناء لأبي دلف القاسم بن عيسى العجليّ، و لحنه المختار، على ما ذكره/ أبو أحمد،
من الثقيل الأوّل. و ذكر ابن خرداذبه أنّ لحن أبي دلف خفيف ثقيل بالوسطى. و ذكر
إسحاق أنّ فيه لمعبد لحنا من الثقيل الأوّل المطلق في مجرى الوسطى، و أن فيه لأبي
دلف لحنا و لم يجنّسه. و ذكر حبش أن فيه لابن محرز ثاني ثقيل بالوسطى، و أن لابن
سريج في البيت الثاني ثقيلا أوّل، و ذكر ابن خرداذبه أن خفيف الثقيل لمالك، و ليس
ممن يعتمد على قوله. و قد ذكر يونس أيضا أن فيه غناء لمالك و لم يذكر جنسه و لا
طريقته.
[1]
العزف: الصوت. و الإهابة: مصدر أهاب بالشيء إذا دعاه. و القسر: اسم رجل كان راعيا
لابن أحمر هذا. و تنتشر: تتفرق، يقال:
انتشرت الإبل
إذا تفرقت عن غرة من راعيها. و ورد هذا البيت في ب، س: