تحاكم هو و بنو حمان إلى إبراهيم بن عدي في بئر فحكم له
: أخبرني أبو خليفة قال حدّثنا محمد بن سلّام قال حدّثني أبو يحيى الضّبّيّ قال:
نازع جرير بني حمّان [1] في ركيّة لهم؛ فصاروا إلى إبراهيم [2] بن عديّ باليمامة يتحاكمون إليه؛ فقال جرير:
أعوذ [3] بالأمير غير الجبّار
من ظلم حمّان و تحويل الدار
ما كان قبل حفرنا من محفار
و ضربي المنقار [4] بعد المنقار
في جبل أصمّ غير خوّار
يصيح بالجبّ [5] صياح الصّرّار [6]
له صهيل كصهيل الأمهار [7]
فاسأل بني صحب [8] و رهط الجرّار
و السّلميّين [9] العظام الأخطار
و الجار قد يخبر عن دار الجار
فقال الحمّانيّ [10]:
ما لكليب من حمى و لا دار
غير مقام أتن و أعيار [11]
قعس الظهور داميات الأثفار [12]/ قال فقال جرير: فعن مقامهنّ، جعلت فداك، أجادل. فقال ابن عديّ للحمّانيّ: قد أقررت لخصمك؛ و حكم بها لجرير.
نزل ببني مازن و بني هلال فمدحهم بعد أن هجاهم
: قال ابن سلّام و أخبرني أبو يحيى الضّبّيّ قال:
بينا جرير يسير على راحلته إذ هجم على أبيات من مازن و هلال- و هما بطنان من ضبّة- فخافهم، لسوء أثره في ضبّة، فقال:
فلا خوف عليك و لن تراعي
بعقوة [13] مازن و بني هلال
[2] في «ديوان جرير» المخطوط: «المهاجر بن عبد اللّه الكلابي».
[3] راجع «الديوان» فبينه و بين ما هنا اختلاف كثير.
[4] المنقار: حديدة يحفر بها.
[5] كذا في «ديوانه»: و الجب: البئر. و في الأصول: «الحب» بالحاء المهملة و هو تصحيف.
[6] الصرّار: ضرب من الخنافس يصوّت في الصحاري من أوّل الليل إلى الصبح.
[7] في الأصول:
«له صليل كصليل الأمهار»
. و في «الديوان»:
«يصهلن في الجب صهيل الأمهار»
. [8] كذا في «ديوانه». و بنو صحب: قبيلة من باهلة. و في الأصول: «أبا عصم».
[9] السلميون: أولاد سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
[10] في «ديوانه»:
«فقال عبد لبني حمان»
. [11] الأتن: جمع أتان، و هي الحمارة. و الأعيار: جمع عير، و هو الحمار.
[12] القعس: جمع أقعس و قعساء. و القعس: خروج الصدر و دخول الظهر خلقة. و الثفر (بالضم و الفتح) لجميع ضروب السباع و لكل ذات مخلب: كالحياء للناقة، و قد يستعار لغير ذلك.
[13] العقوة: ساحة الدار.