: أخبرني محمد
بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني محمد بن عبد
اللّه بن آدم بن جشم عن عمارة بن عقيل عن أبيه قال:
وقف جرير على
باب عبد الملك بن مروان و الأخطل داخل عنده، و قد كانا تهاجيا و لم ير أحد منهما
صاحبه، فلما استأذنوا عليه لجرير أذن له فدخل فسلّم ثم جلس و قد عرفه الأخطل، فطمح
طرف جرير إلى الأخطل و قد رآه ينظر إليه نظرا شديدا فقال له: من أنت؟ فقال: أنا
الذي منعت نومك و تهضّمت قومك. فقال له جرير: ذلك أشقى لك كائنا من كنت. ثم أقبل
على عبد الملك بن مروان فقال: من هذا يا أمير المؤمنين؟ جعلني اللّه فداءك! فضحك
ثم قال: هذا الأخطل يا أبا حرزة. فردّ عليه بصره ثم قال: فلا حيّاك اللّه يا ابن
النصرانية! أمّا منعك نومي فلو نمت عنك لكان خيرا لك. و أما تهضّمك قومي فكيف
تهضّمهم و أنت ممن ضربت عليه الذّلّة و باء بغضب من اللّه و أدّى الجزية عن يد و
هو صاغر. و كيف تتهضّم لا أمّ لك فيهم/ النبوّة و الخلافة و أنت لهم عبد مأمور و
محكوم عليه/ لا حاكم. ثم أقبل على عبد الملك فقال: ائذن لي يا أمير المؤمنين في
ابن النّصرانية؛ فقال: لا يجوز أن يكون ذلك بحضرتي.
[1]
ابن القين: لقب كان ينبز به الفرزدق، و راجع الحاشية رقم 2 ص 45.
[2] يريد
حمارا من حمير بني كليب و ذلك أنهم أصحاب حمير، يهجوهم بذلك و يؤنبه و يضع من
قدره، نسبه إلى رعية الحمير. (راجع «النقائض» ص 491).
[3] المروت:
لبني حمان بن عبد العزي بن كعب بن سعد. و السحامة: ماءة لبني كليب باليمامة. و ورد
الشطر الأخير من هذا البيت في «النقائض» هكذا: «كليبية قينية حتى ترددا». و
القينان: الوظيفان أو موضع القيد منهما.
[4] يريد
فراس بن عبد اللّه بن عامر بن سلمة بن قشير و كان أسيرا مع بسطام بن قيس بن مسعود
(عن «النقائض»).
[5] قال أبو
عبيدة: السيدان: موضع. و جعثن: أخت الفرزدق يريد بهذا البيت تعريضا بالفرزدق و
بأخته ( «النقائض» ص 482).