responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 269

فأعجبت الناس و تناشدوها. قال: فحدّثني جابر بن جندل قال: فقال لنا جرير: أعجبتكم هذه الأبيات؟ قالوا: نعم.

قال: كأنكم بابن القين [1] و قد قال:

أعد نظرا يا عبد قيس لعلّما

أضاءت لك النار الحمار [2] المقيّدا

قال: فلم يلبثوا أن جاءهم قول الفرزدق هذا البيت و بعده:

حمار بمرّوت السّحامة قاربت‌

وظيفيه حول البيت حتى تردّدا [3]

/ كليبيّة لم يجعل اللّه وجهها

كريما و لم يسنح بها الطير أسعدا

قال: فتناشدها الناس. فقال الفرزدق: كأنكم بابن المراغة قد قال:

و ما عبت من نار أضاء وقودها

فراسا و بسطام بن قيس [4] مقيّدا

قال فإذا بالبيت قد جاء لجرير و معه:

و أوقدت بالسّيدان نارا ذليلة

و أشهدت من سوءات جعثن [5] مشهدا

جرير و الأخطل في حضرة عبد الملك بن مروان‌

: أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني محمد بن عبد اللّه بن آدم بن جشم عن عمارة بن عقيل عن أبيه قال:

وقف جرير على باب عبد الملك بن مروان و الأخطل داخل عنده، و قد كانا تهاجيا و لم ير أحد منهما صاحبه، فلما استأذنوا عليه لجرير أذن له فدخل فسلّم ثم جلس و قد عرفه الأخطل، فطمح طرف جرير إلى الأخطل و قد رآه ينظر إليه نظرا شديدا فقال له: من أنت؟ فقال: أنا الذي منعت نومك و تهضّمت قومك. فقال له جرير: ذلك أشقى لك كائنا من كنت. ثم أقبل على عبد الملك بن مروان فقال: من هذا يا أمير المؤمنين؟ جعلني اللّه فداءك! فضحك ثم قال: هذا الأخطل يا أبا حرزة. فردّ عليه بصره ثم قال: فلا حيّاك اللّه يا ابن النصرانية! أمّا منعك نومي فلو نمت عنك لكان خيرا لك. و أما تهضّمك قومي فكيف تهضّمهم و أنت ممن ضربت عليه الذّلّة و باء بغضب من اللّه و أدّى الجزية عن يد و هو صاغر. و كيف تتهضّم لا أمّ لك فيهم/ النبوّة و الخلافة و أنت لهم عبد مأمور و محكوم عليه/ لا حاكم. ثم أقبل على عبد الملك فقال: ائذن لي يا أمير المؤمنين في ابن النّصرانية؛ فقال: لا يجوز أن يكون ذلك بحضرتي.


[1] ابن القين: لقب كان ينبز به الفرزدق، و راجع الحاشية رقم 2 ص 45.

[2] يريد حمارا من حمير بني كليب و ذلك أنهم أصحاب حمير، يهجوهم بذلك و يؤنبه و يضع من قدره، نسبه إلى رعية الحمير. (راجع «النقائض» ص 491).

[3] المروت: لبني حمان بن عبد العزي بن كعب بن سعد. و السحامة: ماءة لبني كليب باليمامة. و ورد الشطر الأخير من هذا البيت في «النقائض» هكذا: «كليبية قينية حتى ترددا». و القينان: الوظيفان أو موضع القيد منهما.

[4] يريد فراس بن عبد اللّه بن عامر بن سلمة بن قشير و كان أسيرا مع بسطام بن قيس بن مسعود (عن «النقائض»).

[5] قال أبو عبيدة: السيدان: موضع. و جعثن: أخت الفرزدق يريد بهذا البيت تعريضا بالفرزدق و بأخته ( «النقائض» ص 482).

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست