قال: فجاء شريح
إلى الكلبيّ فقال له: هب لي هذا الأسير المضرور [2]؛ فقال: هو لك، فأطلقه. و قال
له:
أقم عندي حتى
أكرمك و أحبوك؛ فقال له الأعشى: إن من تمام صنيعك إليّ أن تعطيني ناقة ناجية [3] و
تخليني الساعة. قال: فأعطاه ناقة، فركبها و مضى من ساعته. و بلغ الكلبيّ أن الذي
وهب لشريح هو الأعشى، فأرسل إلى شريح: ابعث إليّ بالأسير الذي وهبت لك حتى أحبوه و
أعطيه؛ فقال: قد مضى. فأرسل الكلبيّ في أثره فلم يلحقه.
/ و أما خبر:
و ما كرّ إلا كان أوّل طاعن
- و الشعر للخنساء- فإنه خبر يطول لذكر ما فيه
من الوقائع؛ و هو يأتي فيما بعد هذا مفراد عن المائة الصوت المختارة في أخبار
الخنساء.
رجع الخبر
إلى قصّة ابن جامع
دفع في صوت
أخذه عن سوداء أربعة دراهم و غناه الخليفة فأعطاه أربعة آلاف دينار:
و أمّا خبر
الجارية التي أخذ عنها ابن جامع الصوت و ما حكيناه من أنّه وقع في حكاية محمد بن
ضوين الصّلصال فيها [4] خطأ، فأخبرنا بخبرها الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن
عبد اللّه بن أبي محمد العامريّ قال حدّثني عكّاشة اليزيديّ بجرجان قال حدّثني
إسماعيل بن جامع قال:
بينا أنا في
غرفة لي باليمن و أنا مشرف على مشرعة [5]، إذ أقبلت أمة سوداء على ظهرها قربة،
فملأتها و وضعتها على المشرعة لتستريح، و جلست فغنّت:
[4] هذه
الكلمة مستغنى عنها في الكلام و لكنها ثابتة في جميع الأصول.
[5] المشرعة:
مورد الشاربة التي يشرعها الناس فيشربون منها و يستقون. و لا تسميها العرب مشرعة
حتى يكون الماء عدّا لا انقطاع له كماء الأنهار و يكون ظاهرا مبينا لا يستقى منه
برشاء. فإن كان من ماء الأمطار فهو الكرع (بالتحريك).