و لا يلبث الحوض الجديد بناؤه
إذا [1] كثر الورّاد أن يتهدّما
و تغنّت الثالثة بشعر الخنساء:
و ما كرّ إلا كان أوّل طاعن
و لا أبصرته الخيل إلا اقشعرّت
فيدرك ثأرا و هو لم يخطه الغنى
فمثل أخي يوما به العين قرّت
فلست أرزّا بعده برزيّة
فأذكره إلا سلت و تجلّت
و غنّى الرجل في الدور الثالث:
لحى اللّه صعلوكا مناه و همّه
من الدهر أن يلقى لبوسا و مطعما
/ ينام الضحى حتى إذا ليله انتهى [2]
تنبه مثلوج [3] الفؤاد مورّما [4]
و لكنّ صعلوكا يساور همّه
و يمضي على الهيجاء ليثا مقدّما [5]
فذلك إن يلق الكريهة يلقها
كريما و إن يستغن يوما فربّما
/ قال: و تغنّت الجارية:
إذا كنت ربّا للقلوص فلا يكن [6]
رفيقك يمشي خلفها غير راكب
أنخها فأردفه فإن حملتكما
فذاك و إن كان العقاب [7] فعاقب
قال: و تغنّت الجارية بشعر عمرو بن معديكرب:
أ لم تر لمّا ضمّني البلد القفر
سمعت نداء يصدع القلب يا عمرو
أغثنا فإنا عصبة مذحجيّة
نزار على وفر و ليس لنا وفر
قال: و تغنّت الثالثة بشعر عمر بن أبي ربيعة:
فلما تواقفنا و سلّمت أسفرت [8]
وجوه زهاها الحسن أن تتقنّعا
تبالهن بالعرفان لمّا عرفنني
و قلن امرؤ باغ أكلّ [9] و أوضعا
و لما تنازعن [10] الأحاديث قلن لي
أخفت علينا أن نغرّ و نخدعا
[2] في «ديوان حاتم» (طبع لندن سنة 1872): «استوى».
[3] كذا في ديوانه. و في جميع الأصول: «مسلوب».
[4] مورما: منتفخا بادئا لعدم ما يشغله من شئون الحياة.
[5] في أ، ء، م هنا و فيما سيأتي في جميع الأصول: «مصمما». و رواية هذا البيت في ديوانه:
و للّه صعلوك يساور همه
و يمضي على الأحداث و الدهر مقدما
[6] في «شعراء النصرانية» (ج 1 ص 129 طبع بيروت): «فلا تدع».
[7] العقاب: هو أن تركب الدابة مرة و يركبها صاحبك مرة.
[8] كذا في ب، س. و في سائر الأصول: «أقبلت». و في ديوانه طبع أوروبا: «أشرقت».
[9] أكل: أعيا. و أوضع: أسرع. يريد أنه أوضع فأكل إلا أنه قدّم و أخر.
[10] كدا في ديوانه. و في جميع الأصول هنا: «تواضعن» و في ب، س فيما سيأتي: «تراجعن».