responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 479

فأقصر [1] و لم تأخذك منّي سحابة

ينفّر شاء المقلعين خريرها

- المقلعين: الذين أصابهم القلع و هو السحاب-.

و لا تسبقنّ الناس منّي بخمطة [2]

من السمّ مذرور عليها ذرورها

/ أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثنا السّكن بن سعيد قال حدّثنا العبّاس بن هشام قال حدّثني أبو عمرو عبد اللّه بن الحارث الهذليّ من أهل المدينة قال:

خرج أبو ذؤيب مع ابنه و ابن أخ له يقال له أبو عبيد [3]، حتى قدموا على عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه.

فقال [4] له: أيّ العمل أفضل يا أمير المؤمنين؟ قال: الإيمان/ باللّه و رسوله. قال: قد فعلت، فأيّه أفضل بعده؟

قال: الجهاد في سبيل اللّه. قال: ذلك كان عليّ و إني لا أرجو جنة و لا أخاف نارا. ثم خرج فغزا أرض الروم مع المسلمين. فلما قفلوا أخذه [5] الموت؛ فأراد ابنه و ابن أخيه أن يتخلّفا عليه جميعا؛ فمنعهما صاحب الساقة [6] و قال: ليتخلّف عليه أحدكما و ليعلم أنه مقتول. فقال لهما أبو ذؤيب. اقترعا، فطارت القرعة لأبي عبيد، فتخلّف عليه و مضى ابنه مع الناس. فكان أبو عبيد يحدّث قال قال لي أبو ذؤيب: يا أبا عبيد، احفر ذلك الجرف برمحك ثم اعضد [7] من الشجر بسيفك ثم اجررني إلى هذا النهر فإنك لا تفرغ حتى أفرغ، فاغسلني و كفنّي ثم اجعلني في حفيري و انثل [8] عليّ الجرف برمحك، و ألق عليّ الغصون و الشجر، ثم اتبع الناس فإن لهم رهجة [9] تراها في الأفق إذا مشيت كأنها جهامة [10]. قال: فما أخطأ مما قال شيئا، و لو لا نعته لم أهتد لأثر الجيش. و قال و هو يجود بنفسه:

أبا عبيد رفع الكتاب‌

و اقترب الموعد و الحساب‌

و عند رحلي جمل نجاب‌

أحمر في حاركه [11] انصباب‌

ثم مضيت حتى لحقت الناس. فكان يقال: إنّ أهل الإسلام أبعدوا الأثر في بلد الروم، فما كان وراء قبر أبي ذؤيب قبر يعرف لأحد من المسلمين.


[1] أي كف و لم تأخذك مني سحابة منطق و هجاء كأنه مطر ينفر شاء الناس. و رواه الأصمعيّ: «فإياك لا تأخذك ...». (راجع شرح ديوانه).

[2] كذا في شرح ديوانه و «لسان العرب» (مادة خمط). و الخمطة: الطرية التي أخذت طعما و لم تستحكم، أو هي التي أخذت ريح الإدراك كريح التفاح و لم تدرك بعد. و المراد هنا اللوم و الكلام القبيح. و معنى البيت أنه ينهاه عن التعرض لشتمه و هجائه. و في الأصول: «منك بحكمة» و هو تحريف.

[3] في جميع الأصول هنا: «أبو عقيل» و هو تحريف.

[4] في جميع الأصول: «فقالوا». و التصحيح عن الأستاذ الشنقيطي في هامش نسخته؛ فإن ما في الأصول لا يلائم سياق الخبر.

[5] مر في أوّل ترجمة أبي ذؤيب ما يخالف ما هنا. (راجع ما كتبه في صفحة 266 في الحاشية رقم 2).

[6] ساقة الجيش: مؤخرته.

[7] كذا في «تجريد الأغاني». و عضد الشجر يعضده (بالكسر): قطعه. و في جميع الأصول: «اعمد» و هو تحريف.

[8] نثل الركية ينثلها (من باب ضرب): أخرج ترابها. و هذا المعنى غير مستقيم في هذا المقام. فلعل صوابه «و أهلى على الجرف ...

إلخ». و أهال عليه التراب: دفعه فانهال.

[9] الرهجة: ما أثير من الغبار.

[10] الجهامة: السحابة لا ماء فيها.

[11] الحارك: أعلى الكاهل.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست