خرج لقتل زوج
أسماء فرده أخواه و عذلاه فمرض و قال شعرا:
و قال غير أبي
عمرو و المفضّل:
أتى رجل من
مراد يقال له قرن الغزال، و كان موسرا، فخطب أسماء و خطبها المرقش و كان مملقا؛
فزوّجها أبوها من المراديّ سرّا؛ فظهر على ذلك مرقّش فقال: لئن ظفرت به لأقتلنّه.
فلما أراد أن يهتديها [3] خاف أهلها عليها و على بعلها من مرقّش، فتربّصوا بها حتى
عزب مرقّش في إبله، و بنى المراديّ بأسماء و احتملها إلى بلده.
فلما رجع مرقّش
إلى الحيّ رأى غلاما يتعرّق عظما؛ فقال له: يا غلام، ما حدث بعدي في الحيّ؟ و أوجس
في صدره خيفة لما كان؛ فقال الغلام: اهتدى المراديّ امرأته أسماء بنت عوف. فرجع
المرقّش إلى حيّه فلبس لأمته و ركب فرسه الأغرّ، و اتّبع آثار القوم يريد قتل
المراديّ. فلما طلع لهم قالوا للمراديّ: هذا مرقّش، و إن لقيك فنفسك دون نفسه. و
قالوا لأسماء: إنه سيمرّ عليك، فأطلعي رأسك إليه و اسفري؛ فإنه لا يرميك و لا
يضرّك، و يلهو بحديثك عن طلب بعلك، حتى يلحقه إخوته فيردّوه. و قالوا للمراديّ:
تقدّم فتقدّم./ و جاءهم مرقّش. فلما حاذاهم أطلعت أسماء من خدرها و نادته، فغضّ
[4] من فرسه و سار بقربها، حتى أدركه أخواه أنس و حرملة فعذلاه و ردّاه عن القوم.
و مضى بها المراديّ فألحقها بحيّه. و ضني [5] مرقّش لفراق أسماء. فقال في ذلك: