قال: فشربها و
لم يزل يستعيدني الأبيات و يشرب عليها حتى سكر؛ ثم قام فتناول مرفقة من تلك
المرافق فجعلها على رأسه و نادى: من يشتري لحوم البقر؟ ثم قال لي: يا حماد، دونك
ما في البيت فهو لك؛ فكان أوّل مال تأثّلته [2].
حمقه خلف
الأحمر و طعن في روايته:
حدّثني هاشم بن
محمد الخزاعي قال/ حدّثنا دماذ [3] عن أبي عبيدة قال:
قال خلف: كنت
آخذ من حماد الراوية الصحيح من أشعار العرب و أعطيه المنحول، فيقبل ذلك مني و
يدخله في أشعارها. و كان فيه حمق.
أنشد زيادا
شعرا للأعشى فيه اسم أمه فغضب:
أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدّثني العمريّ عن الهيثم
بن عديّ قال حدّثني المسور العنزيّ- و كان من رواة العرب و كان أسنّ من سماك بن
حرب- [عن حماد] [4] قال:
دخلت على زياد
[5] فقال لي: أنشدني؛ فقلت: من شعر من أيها الأمير؟ قال: من شعر الأعشى؛ فأنشدته:
بكرت سميّة غدوة أجمالها
قال: فما أتممت
القصيدة حتى تبيّنت الغضب في وجهه؛ و قال الحاجب للناس: ارتفعوا؛ فقاموا؛ ثم لم
أعد و اللّه إليه. قال حماد: فكنت بعد ذلك إذا استنشدني خليفة أو أمير تنبهت قبل
أن أنشده لئلا يكون في القصيدة اسم أمّ له أو ابنة أو أخت أو زوجة.
سأله الوليد
عن سبب تسميته بالراوية فأجابه:
أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ قال:
قال الوليد بن
يزيد لحمّاد الراوية: لم سمّيت الراوية؟ و ما بلغ من حفظك حتى استحققت هذا الاسم؟
فقال
[1]
مر هذا البيت في ترجمة حماد هذه (ص 77) على غير هذه الرواية.