responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 352

أراد رواية صحيحة فليأخذها عن المفضّل؛ فسألنا عن السبب فأخبرنا أن المهديّ قال للمفضل لما دعا به وحده: إني رأيت زهير بن أبي سلمى افتتح قصيدته بأن قال:

دع ذا وعدّ القول في هرم‌

و لم يتقدّم له قبل ذلك قول، فما الذي أمر نفسه بتركه؟ فقال له المفضّل: ما سمعت يا أمير المؤمنين في هذا شيئا إلا أنّي توهمته كان يفكّر في قول يقوله، أو يروّي في أن يقول شعرا فعدل عنه إلى مدح هرم و قال دع ذا، أو كان مفكرا في شي‌ء من شأنه فتركه و قال دع ذا، أي دع ما أنت فيه من الفكر و عدّ القول في هرم؛ فأمسك عنه. ثم دعا بحماد فسأله عن مثل ما سأل عنه المفضّل، فقال ليس هكذا قال زهير يا أمير المؤمنين؛ قال فكيف قال؟

فأنشده:

/

لمن الديار بقنّة [1] الحجر

أقوين مذ [2] حجج و مذ [2] دهر

قفر بمندفع النحائت [3] من‌

ضفوى [4] أولات [5] الضّال و السّدر [6]

دع ذا وعدّ القول في هرم‌

خير الكهول [7] و سيّد الحضر

قال: فأطرق المهديّ ساعة، ثم أقبل على حماد فقال له: قد بلغ أمير المؤمنين عنك خبر لا بدّ من استحلافك عليه، ثم استحلفه بأيمان البيعة و كل يمين محرجة ليصدقنّه عن كل ما يسأله عنه، فحلف له بما توثّق منه. قال له:

اصدقني عن حال هذه الأبيات و من أضافها إلى زهير؛ فأقرّ له حينئذ أنه قائلها؛ فأمر [8] فيه و في المفضّل بما أمر به من شهرة أمرهما و كشفه.

سأله الوليد عن مقدار روايته و استنشده شعرا في الخمر و أجازه:

أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ قال حدّثنا أحمد بن عبيد قال حدّثنا الأصمعيّ قال:

قال حماد الراوية: أرسل إليّ أمير الكوفة فقال لي: قد أتاني كتاب أمير المؤمنين الوليد بن يزيد يأمرني بحملك. فجملت فقدمت عليه و هو في الصيد، فلما/ رجع أذن لي، فدخلت عليه و هو في بيت منجّد [9] بالأرمنيّ [10] أرضه و حيطانه؛ فقال لي: أنت حماد الراوية؟ فقلت له: إن الناس ليقولون ذلك؛ قال: فما بلغ من روايتك؟ قلت: أروي سبعمائة قصيدة أوّل كلّ واحدة منها: بانت سعاد؛ فقال: إنها لرواية! ثم دعا بشراب فأتته‌


[1] القنة: أعلى الجبل، و أراد بها هنا ما أشرف على الأرض. و الحجر: موضع بعينه و هو حجر اليمامة.

[2] كذا في ب، س. و في سائر الأصول و ديوانه: «من» و هي بمعنى مذ.

[3] كذا في «ديوانه». و النحائت: آبار في موضع معروف. و ليس كل الآبار تسمى النحائت. و في جميع الأصول: «النجائب» و هو تصحيف.

[4] كذا في «ديوانه». و ضفوى (بالفتح ثم السكون و فتح الواو و القصر. و رواه ابن دريد بفتحتين): مكان دون المدينة. و قد وردت هذه الكلمة في جميع الأصول محرفة.

[5] في ب، س: «ألاف».

[6] الضال: السدر البري فإن نبت على شطوط الأنهار فهو عبري. و كأنه أراد بالسدر ما كان غير بري فلذلك عطفه على الضال.

[7] في «ديوانه»: «البداة».

[8] كذا في «تجريد الأغاني» و «مختار الأغاني». و في الأصول: «فأمر له فيه ... إلخ».

[9] المنجد: المزين.

[10] لعله يريد به نوعا من الحرير منسوبا إلى أرمن و هي إقليم جبلي من أذربيجان اشتهر بصناعة الحرير.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست