له:
يا أمير المؤمنين، إن كلام العرب يجري على ثمانية و عشرين حرفا، أنا أنشدك على كل
حرف منها مائة قصيدة؛ فقال: إنّ هذا لحفظ! هات، فاندفع ينشد حتى ملّ الوليد، ثم
استخلف على الاستماع منه خليفة حتى وفّاه ما قال؛ فأحسن الوليد صلته و صرفه.
أمر الوليد
يوسف بن عمر بإرساله إليه و استنشده شعرا في الخمر:
أخبرني الحرميّ
بن أبي العلاء قال حدّثني الحسين بن [1] محمد بن أبي طالب الدّيناريّ قال حدّثني
إسحاق الموصليّ قال:
قال حماد
الراوية: أرسل الوليد بن يزيد إليّ بمائتي دينار، و أمر يوسف بن عمر بحملي إليه
على البريد. قال فقلت: لا يسألني إلا عن طرفيه قريش و ثقيف، فنظرت في كتابي قريش و
ثقيف. فلما قدمت عليه سألني عن أشعار بليّ، فأنشدته منها ما استحسنه [2]؛ ثم قال:
أنشدني في الشراب- و عنده وجوه من أهل الشام- فأنشدته:
فقال: أعدها،
فأعدتها؛ فقال لخدمه: خذوا آذان القوم، فأتينا بالشراب فسقينا حتى ما درينا متى
نقلنا؛ قال:
ثم حملنا و
طرحنا في دار الضّيفان، فما أيقظنا إلا حرّ الشمس. و جعل شيخ من أهل الشأم يشتمني
و يقول: فعل اللّه بك و فعل، أنت الذي صنعت بنا هذا.
أنشده
الطرماح شعرا فزاد فيه و ادّعاه لنفسه:
أخبرني هاشم بن
محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسّان دماذ قال حدّثني أبو عبيدة قال حدّثني يحيى بن
صبيرة بن الطّرمّاح بن حكيم عن أبيه عن جدّه الطّرمّاح قال:
أنشدت حمّادا
الراوية في مسجد الكوفة [4]- و كان أذكى الناس و أحفظهم- قولي:
و هي ستون
بيتا، فسكت ساعة و لا أدري ما يريد ثم أقبل عليّ فقال: أ هذه لك؟ قلت: نعم؛ قال:
ليس الأمر كما تقول، ثم ردّها عليّ كلّها و زيادة عشرين بيتا زادها فيها في وقته؛
فقلت له: ويحك! إن هذا الشعر قلته منذ أيام ما اطلع/ عليه أحد؛ قال: قد و اللّه
قلت أنا هذا الشعر منذ عشرين سنة و إلا فعليّ و عليّ؛ فقلت: للّه على حجّة حافيا
راجلا إن جالستك بعد هذا أبدا؛ فأخذ قبضة من حصى المسجد و قال: للّه عليّ بكل حصاة
من هذا الحصى