responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 342

عظيم أمانته فما أجهل من يخرج مثل هذه من داره و يأمن عليها غيره! قال مطيع: ما أظنها عارية و لا وديعة و لكني أظنها مرهونة عنده على مال، و إلا فمن يخرج هذه من بيته! فقال لهما حماد: قوما عني يا بني الزانيتين و اخرجا من منزلي، فشرّ منكما من يدخلكما بيته.

كان منقطعا ليزيد فجفاه هشام و لما ولي الخلافة كتب ليوسف بن عمر بإرساله ليسأله عن شعر و أكرمه:

حدّثني الحسن بن علي قال حدّثنا أحمد بن عبيد و أبو عصيدة قال حدّثني محمد بن عبد الرحمن العبدي عن حميد بن محمد الكوفي عن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن أنس، و أخبرني الحسين [1] بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن الهيثم بن عديّ عن حمّاد الرواية، و خبر حمّاد بن إسحاق أتمّ و اللفظ له.

/ قال حماد الراوية: كان انقطاعي إلى يزيد بن عبد الملك، فكان هشام يجفوني لذلك دون سائر أهله من بني أمية في أيام يزيد، فلما مات يزيد و أفضت الخلافة إلى هشام خفته، فمكثت في بيتي سنة لا أخرج إلا لمن أثق به من إخواني سرّا؛ فلما لم أسمع أحدا يذكرني سنة أمنت فخرجت فصلّيت الجمعة، ثم جلست عند باب الفيل فإذا شرطيّان قد وقفا عليّ فقالا لي: يا حمّاد، أجب الأمير يوسف [2] بن عمر؛ فقلت في نفسي: من هذا كنت أحذر، ثم قلت للشّرطيّين: هل لكما أن تدعاني آتي أهلي فأودّعهم وداع من لا ينصرف إليهم أبدا ثم أصير معكما إليه؟ فقالا:

ما إلى ذلك من سبيل. فاستسلمت في أيديهما و صرت إلى يوسف بن عمر و هو في الإيوان [3] الأحمر، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام، و رمى إليّ كتابا فيه: «بسم اللّه الرحمن الرحيم. من عبد اللّه هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر، أما بعد، فإذا قرأت كتابي هذا فابعث إلى حماد الراوية من يأتيك به غير مروّع و لا متعتع، و ادفع إليه خمسمائة دينار و جملا مهريا [4] يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق». فأخذت الخمسمائة الدينار، و نظرت فإذا جمل مرحول، فوضعت/ رجلي في الغرز [5] و سرت اثنتي عشرة ليلة حتى وافيت باب هشام، فاستأذنت فأذن لي، فدخلت عليه في دار قوراء [6] مفروشة بالرّخام، و هو في مجلس مفروش بالرخام، و بين كل رخامتين قضيب ذهب، و حيطانه كذلك، و هشام جالس على طنفسة حمراء و عليه ثياب خزّ حمر و قد تضمّخ بالمسك و العنبر، و بين يديه مسك مفتوت في أواني ذهب يقلّبه بيده فتفوح روائحه،/ فسلّمت فردّ عليّ، و استدناني فدنوت حتى قبّلت رجله، و إذا جاريتان لم أر قبلهما مثلهما، في أذني كلّ واحدة منهما حلقتان من ذهب فيهما لؤلؤتان تتوقّدان؛ فقال لي:


[1] كذا في أ، ء، م. و في سائر الأصول: «الحسن». (راجع الحاشية الأولى من هذه الصفحة).

[2] يستبعد أن تكون هذه القصة مع يوسف بن عمر الثقفي لأنه لم يكن واليا بالعراق في التاريخ المذكور بل كان متوليه إذ ذاك خالد بن عبد اللّه القسري. لأن هشاما تولى الخلافة لليال بقين من شعبان سنة 105 ه. و الخبر صريح في أن هذه الحادثة وقعت بعد عام من تولي هشام الخلافة و كان الوالي على العراق حينذاك القسري لا الثقفي، لأن هشاما عزل عمر بن هبيرة عن العراق و ولى مكانه خالدا في شوّال سنة 105 ه، و بقي خالد واليا عليه حتى سنة 120 ه و هي السنة التي عزله فيها عنه هشام و ولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي. (راجع ابن خلكان- في ترجمتي حماد و خالد- و الطبري ق 2 ص 1466).

[3] الإيوان: الصفة العظيمة كالأزج و هو البيت يبنى طولا.

[4] المهرية من الإبل: نسبة إلى مهرة بن حيدان و هو حي من قضاعة من عرب اليمن، و هي نجائب تسبق الخيل، و قيل: إنها لا تعدل بها شي‌ء في سرعة جريانها، و من غريب ما ينسب إليها أنها تفهم ما يراد منها بأقل أدب تعلمه، و لها أسماء إذا دعيت بها أجابت سريعا.

[5] الغرز: ركاب الرحل من جلد، فإذا كان من خشب أو من حديد فهو ركاب.

[6] قوراء: واسعة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست