فقال له حماد:
آنت تقوله؟ قال: نعم؛ قال: ليس الأمر كذلك، هذا لرجل من أهل اليمن؛ قال: و من يعلم
هذا غيرك! أ فأردت [2] أن أتركه و قد نحلنيه الناس و رووه لي لأنك تعلمه وحدك و
يجهله الناس جميعا غيرك!.
كان هو و أبو
عمرو كل منهما يقدم الآخر على نفسه:
حدّثني [3]
محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثني الفضل قال حدّثني ابن النّطّاح قال حدّثني أبو
عمرو الشّيباني قال:
ما سألت أبا
عمرو بن العلاء قطّ عن حمّاد الراوية إلا قدّمه على نفسه، و لا سألت حمّادا عن أبي
عمرو إلا قدّمه على نفسه.
هو أحد
الحمادين الثلاثة:
حدّثنا إبراهيم
بن أيّوب عن عبد اللّه بن مسلم، و ذكر عبد اللّه بن مسلم عن الثّقفيّ/ عن إبراهيم
بن عمر [و] [4] العامري قالا:
/ كان بالكوفة
ثلاثة نفر يقال لهم الحمّادون: حماد عجرد، و حماد بن الزّبرقان، و حماد الراوية،
يتنادمون على الشراب و يتناشدون الأشعار و يتعاشرون معاشرة جميلة، و كانوا كأنهم
نفس واحدة، و كانوا يرمون بالزندقة جميعا.
كان بخيلا
فداعبه مطيع و ابن زياد عن سراجه:
أخبرني الحسن
[5] بن يحيى المرداسيّ قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
دخل مطيع بن
إياس و يحيى بن زياد على حماد الراوية، فإذا سراجه على ثلاث قصبات [6] قد جمع
أعلاهنّ و أسفلهنّ بطين، فقال له يحيى بن زياد: يا حماد، إنك لمسرف مبتذل لحرّ
المتاع؛ فقال له مطيع: أ لا تبيع هذه المنارة و تشتري أقلّ ثمنا منها و تنفق علينا
و على نفسك الباقي و تتّسع به؟ فقال له يحيى: ما أحسن ظنّك به! و من أين له مثل
هذه؟ إنما هي وديعة أو عارية؛ فقال له مطيع: أما إنه لعظيم الأمانة عند الناس! قال
له يحيى: و على