زمّان بن مالك بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل من اليمامة، قال عامر/
بن عبد الملك المسمعيّ: فرأسوه عليهم؛ فقلت أنا لفراس/ بن خندق [1]: إن عامرا يزعم
أن الفند كان رئيس بكر يوم قضة؛ فقال: رحم اللّه أبا عبد اللّه! كان أقلّ الناس
حظّا في علم قومه. و قال فراس: كان رئيس بكر بعد همّام الحارث بن عباد. قال مقاتل:
و كان الحارث
بن عباد قد اعتزل يوم قتل كليب، و قال: لا أنا من هذا و لا ناقتي و لا جملي و لا
عدلي، و ربما قال:
لست من هذا و
لا جملي و لا رحلي، و خذل بكرا عن تغلب، و استعظم قتل كليب لسؤدده في ناقة. فقال
سعد بن مالك يحضض الحارث بن عباد:
فلمّا أخذ بجير
[6] بن الحارث بن عباد توّا بواردات- و إنما سلّ و لم يؤخذ في مزاحفة- قال له
مهلهل: من خالك يا غلام؟!. قال [7] امرؤ القيس بن أبان التّغلبيّ لمهلهل: إني أرى
غلاما ليقتلنّ به رجل لا يسأل عن خاله، و ربما قال عن حاله-/ قال: فكان و اللّه
امرؤ القيس هو المقتول به، قتله الحارث بن عباد يوم قضة بيده- فقتله مهلهل. قال:
فلمّا قتل مهلهل بجيرا قال: بؤ [8] بشسع نعل كليب؛ فقال له الغلام: إن رضيت بذلك
بنو ضبيعة بن قيس رضيت. فلما بلغ الحارث قتل بجير ابن أخيه- و قال أبو برزة: بل
بجير ابن الحارث بن عباد نفسه- قال: نعم الغلام غلام أصلح بين ابني وائل و باء
بكليب. فلما سمعوا قول الحارث: قالوا له: إنّ مهلهلا لمّا قتله قال له: بؤ بشسع
نعل كليب- و قال مهلهل:
[2] أراهط:
جمع أرهط الذي هو جمع رهط. و قال سيبويه: إن أرهط جمع لرهط على غير قياس.
[3] بين سطور
ط: «لجاحمها» و كتبت أمامها كلمة «صح». و جاحم الحرب: موقدها و مثيرها. و في ء:
«لحاجمها» بتقديم الحاء على الجيم و هو مصحف عما ثبت في رواية ط.
[6] كذا في
ب، س. و سيرد في سياق كلام المؤلف بعد قليل أن بجيرا ابن أخي الحارث و أن أبا برزة
قال: إنه ابن الحارث نفسه. و نسبه على أنه ابن أخي الحارث هو، كما ورد في ح: «فلما
أخذ بجير بن عمرو ابن مرة بن عباد الحارث عم أبيه». و «الحارث عم أبيه» جملة حالية
سيقت لبيان ما بين بجير و الحارث من آصرة قربى. و في ط، ء، م: «و لما أخذ بجير بن
عمرو بن مرة بن الحارث بن عباد توا بواردات ...» و غير خاف ما فيها من تحريف.
[7] كذا في
ب، س. و في سائر الأصول: «قال يقول امرؤ القيس ...». و لو كان في ب، س: «فقال»
بالفاء، كما ورد في جميع الأصول فيما يأتي، لكان أوجه.
[8] باء دمه
بدمه: عدله و كافأه، و باء فلان بفلان: قتل به.
[9] قتيل
حلام: ذهب باطلا. و أصل الحلام (بضم الحاء و تشديد اللام و تخفيفها): الصغير من
ولد الغنم، و يقال فيه حلان أيضا، و قد روى بهما بيت مهلهل، و الشطر الثاني في
رواية «حلان»: «حتى ينال القتل آل شيبان». يقول: كل من قتل في كليب ناقص عن الوفاء
به إلا آل همام أو شيبان. (عن «اللسان» مادة حلم ببعض تصرف).