responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 469

إنّ التي صنتها عن معشر طلبوا

منّي إليّ الذي لم ينجح الطّلب‌

أخلصتها لك إخلاص امرئ علم الأقوام أنّ ليس إلّا فيك يرتغب‌

أصبحت تدفعها منّي [1] و أعطفها

عليك و هي لمن يحبى بها رغب‌

فإن وصلت فأهل العرف أنت و إن‌

تدفع يديّ فلي بقيا و منقلب/

إنّي كريم كرام عشت في أدب‌

نفى العيوب و ملك [2] الشّيمة الأدب‌

قد يعلمون بأنّ العسر منقطع‌

يوما و أنّ الغنى لا بدّ منقلب‌

فمالهم حبس [3] في الحقّ مرتهن‌

مثل الغنائم تحوى ثم تنتهب‌

و ما على جارهم ألّا يكون له‌

إذا تكنّفه أبياتهم نشب‌

لا يفرحون إذا ما الدّهر طاوعهم‌

يوما بيسر و لا يشكون إن نكبوا

فارقت قومي فلم أعتض بهم عوضا

و الدّهر يحدث أحداثا لها نوب‌

رواية المدائني في ذلك:

و أمّا المدائنيّ فقال: كان الوليد بن يزيد يكرم طريحا، و كانت له منه منزلة قريبة و مكانة، و كان يدني مجلسه، و جعله أوّل داخل و آخر خارج، و لم يكن يصدر إلّا عن رأيه. فاستفرغ مديحه كلّه و عامّة شعره فيه؛ فحسده ناس من أهل بيت الوليد. و قدم حمّاد الراوية على التّفئة [4] الشأم، فشكوا ذلك إليه و قالوا: و اللّه لقد ذهب طريح بالأمير [5]، فما نالنا منه ليل و لا نهار. فقال حمّاد: ابغوني من ينشد الأمير بيتين من شعر، فأسقط منزلته. فطلبوا إلى الخصيّ الذي كان يقوم على رأس الوليد، و جعلوا له عشرة آلاف درهم على أن ينشدهما الأمير في خلوة، فإذا سأله من قول من ذا؟ قال: من قول طريح؛ فأجابهم الخصيّ إلى ذلك، و علّموه البيتين. فلمّا كان ذات يوم دخل طريح على الوليد و فتح الباب و أذن للناس فجلسوا طويلا ثم نهضوا، و بقي طريح مع الوليد و هو وليّ عهد؛ ثم دعا/ بغدائه فتغدّيا جميعا. ثم إنّ طريحا خرج و ركب إلى منزله، و ترك الوليد في مجلسه ليس معه أحد، فاستلقى على فراشه.

و اغتنم الخصيّ خلوته فاندفع ينشد:

/

سيري ركابي إلى من تسعدين به‌

فقد أقمت بدار الهون ما صلحا

سيري إلى سيّد سمح خلائقه‌

ضخم الدّسيعة [6] قرم يحمل المدحا

فأصغى الوليد إلى الخصيّ بسمعه و أعاد الخصيّ غير مرّة؛ ثم قال الوليد: ويحك يا غلام! من قول من هذا؟

قال: من قول طريح. فغضب الوليد حتى امتلأ غيظا؛ ثم قال: وا لهفا على أمّ لم تلدني! قد جعلته أوّل داخل و آخر


[1] في ح، م: «عني».

[2] ملك الشيمة: قوامها و معظمها.

[3] حبس (بضمتين): محبوس.

[4] التفئة: الحين و الزمان.

[5] كذا في ء، م، ط، و هو الصواب؛ إذ كان الوليد في ذلك الوقت وليّ عهد.

[6] الدسيعة: العطية الجزيلة، و الجفنة الواسعة، و المائدة الكريمة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست