حسان زيادة، و وافقه عليها مصعب الزّبيريّ، فيما أخبرنا به الحسن بن
عليّ، قال قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني عمي
مصعب في القصّة، فذكر أنّ فتية من المهاجرين و الأنصار تنازعوا على الماء و هم
يسقون خيولهم، فغضب من ذلك حسّان فقال هذا الشعر.
و ذكر الزّهري،
فيما أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجعد، قال حدّثنا محمد بن إسحاق المسيّبي قال حدّثنا
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزّهريّ أنّ هذا الخبر كان بعد غزوة
النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم بني المصطلق [1].
قال:
/ و كان في
أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل يقال له: سنان [2]، و رجل من بني
غفار يقال له: جهجاه [3]؛ فخرج جهجاه بفرس لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و
فرس له يومئذ يسقيهما، فأوردهما الماء، فوجد على الماء فتية من الأنصار،/ فتنازعوا
فاقتتلوا؛ فقال عبد اللّه بن أبيّ ابن سلول: هذا ما جزونا به، آويناهم ثم هم
يقاتلوننا! و بلغ حسّان بن ثابت الذي بين جهجاه و بين الفتية الأنصار، فقال و هو
يريد المهاجرين من القبائل الذين قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في
الإسلام- و هذا الشعر من رواية مصعب دون الزّهريّ-:
-
صاحب «السيرة». و قد اضطربت بقية الأصول في هذا السند؛ ففي س: «محمد بن إسحاق عن
أبيه إسحاق عن ابن يسار». و في غيرها: «محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق عن يسار» و
كلاهما تحريف.
[1] بنو
المصطلق: بطن من خزاعة. و المصطلق: لقب جذيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة؛ و سمى
بالمصطلق لحسن صوته، و هو أوّل من غنى من خزاعة.
[2] كذا في
«سيرة ابن هشام» (ص 726 طبع أوروبا) و «الطبري» (ص 1511 من القسم الأول طبع
أوروبا). و في الأصول: «جعان».
و قد ساق ابن
هشام و الطبري هذه القصة هكذا: «فازدحم جهجاه و سنان بن وبر الجهني حليف بني عوف
بن الخزرج على الماء فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، و صرخ جهجاه: يا معشر
المهاجرين؛ فغضب عبد اللّه بن أبيّ إلخ».
[3] هو جهجاه
بن سعيد الغفاري، كما في الطبري «و المعارف» لابن قتيبة (ص 165). و في «سيرة ابن
هشام» (ص 726 طبع أوروبا):
«جهجاه بن
مسعود». و في «أسد الغابة»: «هو جهجاه بن قيس و قيل ابن سعيد بن سعد بن حرام بن
غفار الغفاري من أهل المدينة».
[4] انظر
الحاشية رقم 1 ص 156 من هذا الجزء. و انظر هذا الشعر في «الديوان» و «سيرة ابن
هشام» (ص 738 و فيما تقدم من هذا الجزء (ص 157) تجده مختلفا عما هنا في بعض
ألفاظه.