و غريض هذا من
اليهود من ولد الكاهن بن هارون بن عمران صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان موسى عليه
الصلاة و السلام وجّه جيشا إلى العماليق و كانوا قد طغوا [2] و بلغت غاراتهم إلى
الشأم و أمرهم إن ظفروا بهم أن يقتلوهم أجمعين، فظفروا بهم فقتلوهم أجمعين سوى ابن
لملكهم [3] كان غلاما جميلا فرحموه و استبقوه، و قدموا الشأم بعد وفاة موسى عليه
السلام فأخبروا بني إسرائيل بما فعلوه؛ فقالوا: أنتم عصاة لا تدخلون الشأم علينا
أبدا،/ فأخرجوهم عنها. فقال بعضهم لبعض: ما لنا بلد غير البلد الذي ظفرنا به و
قتلنا أهله؛ فرجعوا إلى يثرب فأقاموا بها و ذلك قبل ورود الأوس و الخزرج إياها عند
وقوع سيل العرم [4] باليمن، فمن هؤلاء اليهود قريظة و النّضير و بنو قينقاع و
غيرهم، و لم أجد لهم نسبا فأذكره لأنهم ليسوا من العرب فتدوّن العرب أنسابهم إنما
هم حلفاؤهم، و قد شرحت أخبارهم و ما يغنّى به من أشعارهم في موضع آخر من هذا
الكتاب.
و الغناء في
اللحن المختار لابن صاحب الوضوء و اسمه محمد و كنيته أبو عبد اللّه، و كان أبوه
على الميضأة [5] بالمدينة فعرف بذلك، و هو يسير الصناعة ليس ممن خدم الخلفاء/ و لا
شهر عندهم شهرة غيره. و هذا الغناء ماخوري بالبنصر و فيه ليونس ثاني ثقيل بالبنصر.
نسب له شعر
هو لورقة بن نوفل:
أخبرني محمد بن
العباس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ و عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن الأصمعيّ
عن ابن أبي الزّناد عن هشام بن عروة قال:
ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه
لغريض اليهودي
تمثلت عائشة
أمام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بشعر نزل بمعناه الوحي:
و أخبرنا أحمد
بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبة قال حدّثنا أحمد بن عيسى قال حدّثنا مؤمّل بن
عبد الرحمن الثّقفيّ قال حدّثني سهل [6] بن المغيرة عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة
قالت:
[4] كذا في
ء، ط. و في باقي النسخ: «السيل العرم» بالتعريف فيهما و العرم: اسم واد و قيل:
السيل الذي لا يطاق، و قيل: المطر الشديد.
[5] الميضأة:
مطهرة كبيرة يتوضأ منها، و العامة تقول: ميضة.
[6] في ب، س:
«إسماعيل» و لم نجد في الرواة من اسمه سهل بن المغيرة و لا إسماعيل بن المغيرة و
الظاهر أنه سهل أبو حريز مولى المغيرة، قال عنه ابن حبان يروي عن الزهري العجائب،
و له ترجمة في «ميزان الاعتدال» ج 1 ص 431 و في «لسان الميزان» ج 3