فأهدى إليه
هديّة حسنة و جاءه فقال: عجلت يا أبا معاذ علينا، فأنشدك اللّه ألّا تزيد شيئا على
ما مضى.
أخبر أنه غنى
بشعر له فطرب:
و نسخت من
كتابه عن عافية بن شبيب أيضا قال حدّثني صديق لي قال:
قلت لبشّار:
كنّا أمس في عرس فكان أوّل صوت غنّى به المغنّي:
هوى صاحبي ريح الشّمال إذا جرت
و أشفى لنفسي أن تهبّ جنوب
و ما ذاك إلا أنها حين تنتهي
تناهى و فيها من عبيدة طيب
فطرب و قال:
هذا [3] و اللّه أحسن من فلج [4] يوم القيامة.
مدح المهدي
فلم يجزه:
أخبرنا يحيى بن
عليّ قال حدّثنا أبي عن عافية بن شبيب عن أبي جعفر الأسديّ قال:
/ مدح بشّار
المهديّ فلم يعطه شيئا؛ فقيل له: لم يستجد شعرك؛ فقال: و اللّه لقد قلت شعرا لو
قيل في الدهر لم يخش صرفه على أحد، و لكنّا نكذب في القول فنكذب [5] في الأمل.
هجا روح بن
حاتم فحلف ليضربنه ثم بزّ في يمينه فضربه بعرض السيف:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني يحيى بن خليفة الدارميّ عن نصر بن عبد
الرحمن العجليّ قال:
هجا بشّار روح
بن حاتم؛ فبلغه ذلك فقذفه و تهدّده؛ فلما بلغ ذلك بشّارا قال فيه:
تهدّدني أبو خلف
و عن أوتاره ناما
بسيف لأبي صفر
ة لا يقطع إبهاما
كأنّ الورس يعلوه
إذا ما صدره قاما
- قال ابن أبي سعد: و من الناس من يروي هذين
البيتين لعمرو الظالمي- قال: فبلغ ذلك روحا فقال: كلّ مالي صدقة إن وقعت عيني عليه
لأضربنّه ضربة بالسيف و لو أنه بين يدي الخليفة! فبلغ ذلك بشّارا فقام من فوره حتى
دخل على المهديّ؛ فقال له: ما جاء بك في هذا الوقت؟ فأخبره بقصّة روح و عاذ به
منه، فقال: يا نصير،
[1]
الوارد في كتب اللغة: أهدى له كذا و أهدي إليه، فما هاهنا قد حذف منه الجار و وصل
الفعل بالمفعول.
[2] الحش
(بتثليث الحاء): البستان و موضع قضاء الحاجة لأنهم كانوا يقضون حاجاتهم في
البساتين.