responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 149

و جعل التحريض فيها على أبي مسلم و المدح و المشورة لأبي جعفر المنصور، فقال:

أبا مسلم ما طيب عيش بدائم‌

و لا سالم عما قليل بسالم‌

/ و إنما كان قال: «أبا جعفر ما طيب عيش» فغيّره و قال فيها:

إذا بلغ الرأي النصيحة فاستعن‌

بعزم نصيح أو بتأييد حازم‌

و لا نجعل الشّورى عليك غضاضة

مكان الخوافي نافع للقوادم‌

و خلّ الهوينى للضعيف و لا تكن‌

نئوما فإنّ الحزم ليس بنائم‌

و ما خير كفّ أمسك الغلّ أختها

و ما خير سيف لم يؤيّد بقائم‌

و حارب إذا لم تعط إلا ظلامة

شبا الحرب خير من قبول المظالم‌

و أدن على القربى المقرّب نفسه‌

و لا تشهد الشّورى امرأ غير كاتم‌

فإنك لا تستطرد الهمّ بالمنى‌

و لا تبلغ العليا بغير المكارم‌

إذا كنت فردا هرّك [1] القوم مقبلا

و إن كنت أدنى لم تفز بالعزائم‌

و ما قرع الأقوام مثل مسيّع [2]

أريب و لا جلّى العمى مثل عالم‌

قال الأصمعيّ: فقلت لبشّار: إني رأيت رجال الرأي يتعجّبون من أبياتك في المشورة؛ فقال: أ ما علمت أنّ المشاورين إحدى الحسنيين: بين صواب يفوز بثمرته أو خطأ يشارك في مكروهه؛ فقلت: أنت و اللّه أشعر في هذا الكلام منك في الشعر.

اعترض عليه رجل لوصفه جسمه بالنحول و هو سمين:

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني عليّ بن الصبّاح عن بعض الكوفيين قال:

مررت ببشّار و هو متبطّح [3] في دهليزه كأنه جاموس، فقلت له: يا أبا معاذ، من القائل:

/

في حلّتي جسم فتى ناحل‌

لو هبّت الريح به طاحا

قال: أنا؛ قلت: فما حملك على هذا الكذب؟ و اللّه إني لأرى أن لو بعث اللّه الرياح التي أهلك بها الأمم الخالية ما حرّكتك من موضعك! فقال بشّار: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة؛ فقال: يا أهل الكوفة لا تدعون ثقلكم و مقتكم على كل حال!.

عاتب صديقا له لأنه لم يهد له شيئا:

نسخت من كتاب هارون بن عليّ: قال حدّثني عافية بن شبيب قال:

قدم كرديّ بن عامر المسمعيّ من مكة، فلم يهد لبشّار شيئا و كان صديقه؛ فكتب إليه:


[1] يقال: فلان هره الناس إذا كرهوا ناحيته، قال الأعشى:

أرى الناس هروني و شهّر مدخلي‌

ففي كل ممشى أرصد الناس عقربا

[2] المشيع: الشجاع، كأنه قد شيع قلبه بما يركب من الأهوال، أو بقوّة قلبه.

[3] متبطح: ممتدّ على وجه الأرض بوجهه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست