قال الأصمعيّ:
فقلت لبشّار: إني رأيت رجال الرأي يتعجّبون من أبياتك في المشورة؛ فقال: أ ما علمت
أنّ المشاورين إحدى الحسنيين: بين صواب يفوز بثمرته أو خطأ يشارك في مكروهه؛ فقلت:
أنت و اللّه أشعر في هذا الكلام منك في الشعر.
اعترض عليه
رجل لوصفه جسمه بالنحول و هو سمين:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني عليّ بن الصبّاح عن بعض الكوفيين قال:
مررت ببشّار و
هو متبطّح [3] في دهليزه كأنه جاموس، فقلت له: يا أبا معاذ، من القائل:
/
في حلّتي جسم فتى ناحل
لو هبّت الريح به طاحا
قال: أنا؛ قلت:
فما حملك على هذا الكذب؟ و اللّه إني لأرى أن لو بعث اللّه الرياح التي أهلك بها
الأمم الخالية ما حرّكتك من موضعك! فقال بشّار: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة؛
فقال: يا أهل الكوفة لا تدعون ثقلكم و مقتكم على كل حال!.
عاتب صديقا
له لأنه لم يهد له شيئا:
نسخت من كتاب
هارون بن عليّ: قال حدّثني عافية بن شبيب قال:
قدم كرديّ بن
عامر المسمعيّ من مكة، فلم يهد لبشّار شيئا و كان صديقه؛ فكتب إليه:
[1]
يقال: فلان هره الناس إذا كرهوا ناحيته، قال الأعشى:
أرى الناس هروني و شهّر مدخلي
ففي كل ممشى أرصد الناس عقربا
[2] المشيع: الشجاع، كأنه قد شيع قلبه بما
يركب من الأهوال، أو بقوّة قلبه.