وجّه إلى روح من يحضره الساعة؛ فأرسل إليه في الهاجرة، و كان ينزل
المخرّم [1]، فظنّ هو و أهله أنه دعي لولاية.
قال: يا روح،
إني بعثت إليك في حاجة؛ فقال له: أنا عبدك يا أمير المؤمنين فقل ما شئت سوى بشّار
فإني حلفت في أمره/ بيمين غموس [2]؛ قال: قد علمت و إيّاه أردت؛ قال له: فاحتل
ليميني يا أمير المؤمنين؛ فأحضر القضاة و الفقهاء فاتّفقوا على أن يضربه ضربة على
جسمه بعرض السيف، و كان بشار وراء الخيش [3]، فأخرج و أقعد و استلّ روح سيفه فضربه
ضربة بعرضه؛ فقال: أوّه باسم اللّه! فضحك المهديّ و قال له: ويلك! هذا و إنما ضربك
بعرضه و كيف لو ضربك بحدّه!.
مدح سليمان
بن هشام:
أخبرني حبيب بن
نصر قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو عبيدة قال:
مدح بشّار
سليمان بن هشام بن عبد الملك و كان مقيما بحرّان و خرج إليه فأنشده قوله فيه:
[1]
المخرم (بضم الميم و فتح الخاء و كسر الراء المشدّدة): محلة كانت ببغداد بين
الرصافة و نهر المعلى و فيها كانت الدار التي يسكنها السلاطين البويهية و
السلجوقية، خربها في سنة 587 ه الإمام الناصر لدين اللّه أبو العباس أحمد.
[2] كذا في
ح، و في باقي الأصول: «حلفت يمين غموس» و اليمين الغموس: التي لا استثناء فيها.
[3] الخيش:
مراوح تعمل من نسج خشن من الكتان كشراع السفينة تعلق في سقف البيت و يعمل لها حبل
تجرّ به و هي مبلولة بالماء فإذا أراد الرحل أن ينام جذب حبلها فيهب منها نسيم
بارد يذهب أذى الحرّ، فلعل بشارا كان مختفيا وراء إحداها و هي مدلّاة.
[4] كذا في
ح، و هو الصواب لأن النوى مؤنثة، و في باقي الأصول: «يشعب» بالياء المثناة.
[6] الكور:
الرحل. و العلافيّ: نسبة إلى علاف (وزان كتاب) ابن طوار لأنه أول من عملها. و
وجناء: عظيمة الوجنتين أو صلبة قوية شبهت بالوجين و هو الصعب من الأرض. و ذعلب
(وزان زبرج): سريعة.
[7] يقال: و
غرت الهاجرة تغر و غرا من باب ضرب إذا رمضت و اشتدّ حرّها، فمعنى استوغرت حميت و
اتقدت غيظا، و المراد أنها ضاقت به. و لم ترد هذه الصيغة من هذه المادة في كتب
اللغة التي بين أيدينا. و جاء في أقرب الموارد: «المستوغر: لقب عمرو بن ربيعة بن
كعب، قلت و هذا دليل على وجود (استوغر) و إن لم يذكروه».
[8] الصوى:
جمع صوّة، و هي حجارة مجموعة تجعل علما يهتدي بها في المفازة، و بناتها: صغارها.
[9] الركوب:
المذلّل بالركوب، و المصعب: ما لم يركب و لم يمس من الإبل.
[10] الأصول
مضطربة في رسم هذه الكلمة، و تكاد تجمع على «تستبعني» مع اختلاف في إعجام بعض
الحروف.