responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 146

و في قوله في صفة سفينة:

تلاعب نينان البحور و ربّما

رأيت نفوس القوم من جريها تجري‌

و قال: لم يسمع من الوجل و الغزل فعلى، و لم أسمع بنون و نينان [1]؛ فبلغ ذلك بشّارا فقال: ويلي على القصّارين [2]! متى كانت الفصاحة في بيوت القصارين! دعوني و إيّاه؛ فبلغ ذلك الأخفش فبكى و جزع؛ فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: و ما لي لا أبكي/ و قد وقعت في لسان بشّار الأعمى! فذهب أصحابه إلى بشار فكذّبوا عنه و استوهبوا منه عرضه و سألوه ألّا يهجوه؛ فقال: قد وهبته للؤم عرضه. فكان الأخفش بعد ذلك يحتجّ بشعره في كتبه ليبلغه؛ فكفّ عن ذكره بعد هذا.

قال: و قال غير أبي حاتم: إنما بلغه أنّ سيبويه عاب هذه الأحرف [3] عليه لا الأخفش، فقال يهجوه:

أ سبويه يا ابن الفارسيّة ما الذي‌

تحدّثت عن شتمي و ما كنت تنبذ

أظلت تغنّي سادرا [4] في مساءتي‌

و أمّك بالمصرين تعطي و تأخذ

قال: فتوقّاه سيبويه بعد ذلك، و كان إذا سئل عن شي‌ء فأجاب عنه و وجد له شاهدا من شعر بشّار احتجّ به استكفافا لشرّه.

ذمّ بني سدوس باستعانة بني عقيل:

أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثني الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني أحمد بن عليّ بن سويد بن منجوف قال:

كان بشّار مجاورا لبني عقيل و بني سدوس في منزل الحيّين، فكانوا لا يزالون يتفاخرون، فاستعانت عقيل ببشّار و قالوا: له: يا أبا معاذ، نحن أهلك و أنت ابننا و ربيت في حجورنا فأعنّا؛ فخرج عليهم و هم يتفاخرون، فجلس ثم أنشد:

كأنّ بني سدوس رهط ثور

خنافس تحت منكسر الجدار

تحرّك للفخار زبانييها [5]

و فخر الخنفساء من الصّغار

فوثب بنو سدوس إليه فقالوا: ما لنا و لك يا هذا! نعوذ باللّه من شرّك! فقال: هذا دأبكم إن عاودتم مفاخرة بني عقيل؛ فلم يعاودوها.

/ أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني محمد بن إسماعيل عن محمد بن سلّام قال: قال يونس النحويّ: العجب من الأزد يدعون هذا العبد ينسب بنسائهم و يهجو رجالهم- يعني بشّارا- و يقول:


[1] ورد هذا الجمع في كتب اللغة، فقد جاء في «لسان العرب» و «القاموس» و غيرهما في مادة «نون»: النون: الحوت و الجمع أنوان و نينان.

[2] القصار: من يحوّر الثياب و يدقها.

[3] الأحرف: الكلمات.

[4] السادر: المتحير، و الذي يتكلم غير متثبت في كلامه، و قيل: هو اللاهي الذي لا يهتم لشي‌ء و لا يبالي ما صنع.

[5] كذا في ح، أ، م: تثنية زباني، و زبانيا العقرب: قرناها. و في ب، س: «زبانتيها» و هو تصحيف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست