فقال يونس للذي
أنشده: حسبك حسبك! من هيّج هذا الشيطان عليهم؟ قيل: فلان؛ فقال:/ ربّ سفيه قوم قد
كسب لقومه شرّا عظيما.
ضمن مثلا في
شعره عند عقبة بن سلّم و استحق جائزته:
أخبرني عمي قال
حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني عبد اللّه بن بشر بن هلال قال حدّثني محمد بن محمد
البصريّ قال حدّثني النضر بن طاهر أبو الحجاج قال:
قال بشار:
دعاني عقبة بن سلّم و دعا بحمّاد عجرد و أعشى باهلة، فلما اجتمعنا عنده قال لنا:
إنه خطر ببالي البارحة مثل يتمثّله الناس: «ذهب الحمار يطلب قرنين فجاء بلا أذنين»
فأخرجوه من الشعر، و من أخرجه فله خمسة آلاف درهم، و إن لم تفعلوا جلدتكم كلّكم
خمسمائة؛ فقال حمّاد: أجّلنا أعزّ اللّه الأمير شهرا؛ و قال الأعشى:
أجّلنا
أسبوعين؛ قال: و بشّار ساكت لا يتكلّم؛ فقال له عقبة: مالك [يا [1] أعمى] لا
تتكلّم! أعمى اللّه قلبك! فقال:
أصلح اللّه
الأمير، قد حضرني شيء فإن أمرت قلته؛ فقال قل؛ فقال:
شطّ بسلمى عاجل البين
و جاورت أسد بني القين
و رنّت النفس لها رنّة
كادت لها تنشقّ نصفين
يا ابنة من لا أشتهي ذكره
أخشى عليه علق الشّين
و اللّه لو ألقاك لا أتّقي
عينا لقبّلتك ألفين
/ طالبتها
ديني فراغت به
و علّقت قلبي مع الدّين
فصرت كالعير غدا طالبا
قرنا فلم يرجع بأذنين
قال: فانصرف
بشّار بالجائزة.
قصته مع قوم
من قيس عيلان نزلوا بالبصرة ثم ارتحلوا:
نسخت من كتاب
هارون بن عليّ بن يحيى: حدّثنا عليّ بن مهديّ قال حدّثني عبد اللّه بن عطية
الكوفيّ قال حدّثني عثمان بن عمرو الثقفيّ قال قال أبان بن عبد الحميد اللاحقيّ:
نزل في ظاهر
البصرة قوم من أعراب قيس [2] عيلان و كان فيهم بيان و فصاحة، فكان بشّار يأتيهم و
ينشدهم أشعاره التي يمدح بها قيسا فيجلّونه لذلك و يعظّمونه، و كان نساؤهم يجلسن
معه و يتحدّثن إليه و ينشدهنّ أشعاره في الغزل و كنّ يعجبن به، و كنت كثيرا ما آتي
ذلك الموضع فأسمع منه و منهم، فأتيتهم يوما فإذا هم قد ارتحلوا، فجئت إلى بشّار
فقلت له: يا أبا معاذ، أعلمت أنّ القوم قد ارتحلوا؟ قال: لا؛ فقلت: فاعلم؛ قال: قد
علمت لا علمت! و مضيت، فلمّا كان بعد ذلك بأيام سمعت الناس ينشدون: