responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 142

طلب رجلا من بني زيد للمفاخرة و هجاه فانقطع عنه:

أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثنا عيسى بن إسماعيل عن محمد بن سلّام قال:

وقف رجل من بني زيد شريف، لا أحبّ أن أسمّيه، على بشّار، فقال له: يا بشّار قد أفسدت علينا موالينا، تدعوهم إلى الانتفاء منّا و ترغّبهم في الرّجوع إلى أصولهم و ترك الولاء، و أنت غير زاكي الفرع و لا معروف الأصل؛ فقال له بشار: و اللّه لأصلي أكرم من الذّهب، و لفرعي أزكى من عمل الأبرار، و ما في الأرض كلب يودّ أنّ نسبك له بنسبه، و لو شئت أن أجعل جواب كلامك كلاما [1] لفعلت، و لكنّ موعدك/ غدا بالمربد؛ فرجع الرجل إلى منزله و هو يتوهّم أنّ بشّارا يحضر معه المربد ليفاخره، فخرج من الغد يريد المربد فإذا رجل ينشد:

شهدت على الزّيديّ أنّ نساءه‌

ضباع [2] إلى أير العقيليّ تزفر

فسأل عمّن قال هذا البيت؛ فقيل له: هذا لبشّار فيك؛ فرجع إلى منزله من فوره و لم يدخل المربد حتّى مات.

قال ابن سلّام: و أنشد رجل يوما يونس في هذه القصيدة و هي:

بلوت بني زيد فما في كبارهم‌

حلوم و لا في الأصغرين مطهّر

فأبلغ بني زيد و قل لسراتهم‌

و إن لم يكن فيهم سراة توقّر

لأمّكم الويلات إنّ قصائدي‌

صواعق منها منجد و مغوّر

أجدّهم [3] لا يتّقون دنيّة

و لا يؤثرون الخير و الخير يؤثر

يلفّون [4] أولاد الزّنا في عدادهم‌

فعدّتهم من عدّة الناس أكثر

إذا ما رأوا من دأبه مثل دأبهم‌

أطافوا به، و الغيّ للغيّ أصور [5]

و لو فارقوا من فيهم من دعارة [6]

لما عرفتهم أمّهم حين تنظر

لقد فخروا بالملحقين [7] عشيّة

فقلت افخروا إن كان في اللؤم مفخر

/ يريدون مسعاتي [8] و دون لقائها

قناديل أبواب السّماوات تزهر [9]


[1] كذا في أكثر الأصول. و في ح: «أن أجعل جواب كلانا شعرا لفعلت». و لعله «جواب كلامك شعرا».

[2] ضباع: جمع ضبعة و أصله الناقة تشتهي الفحل، يقال: ضبعت الناقة تضبع ضبعا و ضبعة أي اشتهت الفحل، و قد يستعمل في النساء كما وقع في هذا البيت (انظر «اللسان» و «القاموس» مادة ضبع).

[3] يقال: أجدّك بكسر الجيم و أجدّك بفتحها و نصبهما على المصدر، قال الليث: من قال: أجدّك بكسر الجيم فإنه يستحلفه بجدّه و حقيقته و إذا فتح الجيم استحلفه بجدّه و هو بخته.

[4] يلفون: يجمعون.

[5] أصور: أميل، يقال: صور يصور صورا أي مال.

[6] أي لو فارقوا من انضم إليهم من طريق الدعارة.

[7] يريد بالملحقين: الذين استلحقوهم و ألصقوهم بهم من أولاد الزنا.

[8] المسعاة: المكرمة و المعلاة في أنواع المجد و الجود. و في «اللسان»: «و العرب تسمى مآثر أهل الشرف و الفضل «مساعي» واحدتها مسعاة لسعيهم فيها كأنها مكاسبهم و أعمالهم التي أعنوا فيها أنفسهم».

[9] تزهر: تتلألأ.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست