فقال: ويحك! عن
مثل هذا فسل، ثم أنشدها حتى أتى على آخرها، و هي من جيّد شعره، و فيه غناء:
صوت
فوا كبدا قد أنضج الشوق نصفها
و نصف على نار الصّبابة ينضج
و وا حزنا منهنّ يحففن هودجا
و في الهودج المحفوف بدر متوّج
فإن جئتها بين النساء فقل لها
عليك سلام مات من يتزوّج
بكيت و ما في الدمع منك خليفة
و لكنّ أحزاني عليك توهّج
الغناء لسليم
بن سلّام رمل بالوسطى. و وجدت هذا الخبر بخط ابن مهرويه فذكر أنه قال هذه القصيدة
في امرأة كانت تغشى مجلسه و كان إليها مائلا يقال لها خشّابة، فارسيّة، فزوّجت و
أخرجت عن البصرة.
أنشده أبو
النضير شعره فاستحسنه:
أخبرني عمّي
قال حدّثني الكرانيّ قال حدّثني أبو حاتم:
/ قال أبو
النّضير الشاعر: أنشدت بشّارا قصيدة لي، فقال لي: أ يجيئك شعرك هذا كلّما شئت أم
هذا شيء يجيئك في الفينة [2] بعد الفينة إذا تعمّلت [3] له؟ فقلت: بل هذا شعر
يجيئني كلما أردته؛ فقال لي: قل فإنك شاعر؛ فقلت له: لعلّك حابيتني أبا معاذ و
تحمّلت [4] لي؛ فقال: أنت أبقاك اللّه أهون عليّ من ذلك.
حاول تقبيل
جارية لصديق له و قال شعرا يعتذر فيه عن ذلك:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا الكرانيّ عن العمريّ عن عبّاس بن عبّاس الزّناديّ عن رجل من باهلة،
قال:
كنت عند بشّار
الأعمى فأتاه رجل فسلّم عليه، فسأله عن خبر جارية عنده و قال: كيف ابنتي؟ قال: في
عافية، تدعوك اليوم؛ فقال بشّار: يا باهليّ انهض بنا، فجئنا إلى منزل نظيف و فرش
سريّ [5]، فأكلنا، ثم جيء بالنبيذ فشربنا مع الجارية، فلمّا أراد الانصراف قامت
فأخذت بيد بشّار، فلما صار في الصحن أومأ إليها ليقبّلها، فأرسلت يدها من يده،
فجعل يجول في العرصة [6]؛ و خرج المولى فقال: مالك يا أبا معاذ؟ فقال: أذنبت ذنبا
و لا أبرح أو أقول شعرا، فقال: