responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 127

و إلا فمتّ إذا ضائعا

و عذّبني اللّه في ميتتي‌

فمن نال خيرا على قبلة

فلا بارك اللّه في قبلتي‌

كتب شعرا على باب عقبة يستنجزه وعده:

أخبرنا هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرّياشيّ عن الأصمعيّ قال:

لما أنشد بشّار أرجوزته:

يا طلل الحيّ بذات الصّمد

أبا الملدّ [1] عقبة بن سلّم أمر له بخمسين ألف درهم، فأخّرها عنه وكيله ثلاثة أيام، فأمر غلامه بشّار أن يكتب على باب عقبة عن يمين الباب:

ما زال ما منّيتني من همّي‌

و الوعد غمّ فأزح من غمّي‌

إن لم ترد حمدي فراقب ذمّي‌

فلما خرج عقبة رأى ذلك، فقال: هذه من فعلات بشّار، ثم دعا بالقهرمان [2]، فقال: هل حملت/ إلى بشّار ما أمرت له به؟ فقال: أيها الأمير نحن مضيقون [3] و غدا أحملها إليه؛ فقال: زد فيها عشرة آلاف درهم و احملها إليه الساعة؛ فحملها من وقته.

نهي المهدي له عن التشبيب بالنساء و سبب ذلك:

أخبرني هاشم قال حدّثنا أبو غسّان دماذ قال:

سألت أبا عبيدة عن السبب الذي من أجله نهى المهديّ بشّارا عن ذكر النساء قال: كان أوّل ذلك استهتار نساء البصرة و شبّانها بشعره، حتى قال سوّار بن عبد اللّه الأكبر و مالك بن دينار؛ ما شي‌ء أدعى لأهل هذه المدينة إلى الفسق من أشعار هذا الأعمى؛ و ما زالا يعظانه؛ و كان واصل بن عطاء يقول: إنّ من أخدع حبائل الشيطان و أغواها لكلمات هذا الأعمى الملحد. فلما كثر ذلك و انتهى خبره من وجوه كثيرة إلى المهديّ، و أنشد المهديّ ما مدحه به، نهاه عن ذكر النساء و قول التشبيب، و كان المهديّ من أشدّ الناس غيرة؛ قال: فقلت له: ما أحسب شعر/ هذا أبلغ في هذه المعاني من شعر كثيّر و جميل و عروة بن حزام و قيس بن ذريح و تلك الطبقة؛ فقال: ليس كلّ من يسمع تلك الأشعار يعرف المراد منها، و بشّار يقارب النساء حتى لا يخفى عليهنّ ما يقول و ما يريد، و أيّ حرّة حصان تسمع قول بشّار فلا يؤثّر في قلبها، فكيف بالمرأة الغزلة و الفتاة التي لا همّ لها إلا الرجال! ثم أنشد قوله:

قد لامني في خليلتي عمر

و اللّوم في غير كنهه ضجر [4]

قال أفق قلت لا فقال بلى‌

قد شاع في الناس منكما الخبر


[1] هكذا وردت هذه الكنية لعقبة المذكور في هذه الأرجوزة فيما تقدّم قريبا ص 176. و في أ، م: «أبا المتلد» و هو تحريف. و في ب، س: «أبا الملك».

[2] القهرمان: الوكيل أو أمين الدخل و الخرج.

[3] مضيقون: ضيقو الحال.

[4] في ح: «ضرر».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست