/
و قد ترد الأيام غرّا و ربّما
وردن كلوحا باديات الشّكائم
و مروان [1] قد دارت على رأسه الرحى
و كان لما أجرمت نزر الجرائم
فأصبحت تجري سادرا في طريقهم
و لا تتّقي أشباه تلك النقائم
تجرّدت للإسلام تعفو [2] سبيله
و تعري مطاه [3] للّيوث الضّراغم
فما زلت حتى استنصر الدين أهله
عليك فعاذوا بالسّيوف الصوارم
فرم وزرا ينجيك يا ابن سلامة
فلست بناج من مضيم و ضائم
جعل موضع «يا ابن سلامة» «يا ابن وشيكة» [4] و هي أمّ أبي مسلم.
لحا اللّه قوما رأسوك عليهم
و ما زلت مرءوسا خبيث المطاعم
أقول لبسّام عليه جلالة
غدا أريحيّا عاشقا للمكارم
من الفاطميّين الدّعاة إلى الهدى
جهارا و من يهديك مثل ابن فاطم [5]
هذا البيت الذي [خافه و] [6] حذفه بشار من الأبيات.
سراج لعين المستضيء و تارة
يكون ظلاما للعدوّ المزاحم
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم
و لا تجعل الشّورى عليك غضاضة
فإنّ الخوافي قوّة للقوادم
و ما خير كفّ أمسك الغلّ [7] أختها
و ما خير سيف لم يؤيّد بقائم
/ و خلّ الهوينا للضّعيف و لا تكن
نئوما فإن الحزم ليس بنائم
و حارب إذا لم تعط إلا ظلامة
شبا الحرب خير من قبول المظالم
قال محمد بن يحيى: فحدّثني الفضل بن الحباب قال سمعت أبا عثمان المازنيّ يقول سمعت أبا عبيدة يقول:
ميميّة بشار هذه أحب إليّ من ميميّتي جرير و الفرزدق.
قال محمد: و حدّثني ابن الرّياشيّ قال حدّثني أبي قال:
حديث بشار في المشورة:
قال الأصمعيّ قلت لبشّار: يا أبا معاذ، إن الناس يعجبون من أبياتك في المشورة؛ فقال لي: يا أبا سعيد، إن
[2] تعفو: تمحو، يقال: عفت الريح المنزل أي محته و درسته.
[3] المطا: الظهر.
[4] كذا في أكثر الأصول: و هو الموافق لما في «وفيات الأعيان» لابن خلكان (ج 1 ص 397) في ترجمة أبي مسلم الخراساني. و في ط: «وشيلة».
[5] أصله فاطمة فرخمه بحذف تاء التأنيث، و الترخيم في غير النداء جائز للضرورة.
[6] زيادة في ط.
[7] الغل بالضم: الحديدة التي تجمع بين يد الأسير و عنقه، و تسمى الجامعة.