قال: و كان واصل قد بلغ من اقتداره على الكلام و تمكّنه من العبارة
أن حذف الراء من جميع كلامه و خطبه و جعل مكانها ما يقوم مقامها.
هو أحد أصحاب
الكلام الستة:
أخبرني يحيى بن
عليّ قال حدّثني أبي عن عافية بن شبيب قال حدّثني أبو سهيل قال حدّثني سعيد بن
سلّام قال:
كان بالبصرة
ستّة من أصحاب الكلام: عمرو بن عبيد، و واصل بن عطاء، و بشّار الأعمى، و صالح بن عبد
القدّوس، و عبد الكريم بن أبي العوجاء، و رجل من الأزد- قال أبو أحمد: يعني جرير
بن حازم- فكانوا يجتمعون في منزل الأزديّ و يختصمون عنده. فأمّا عمرو و واصل فصارا
إلى الاعتزال. و أمّا عبد الكريم/ و صالح فصحّحا التوبة. و أمّا بشّار فبقي
متحيّرا مخلّطا. و أمّا الأزديّ فمال إلى قول السّمنيّة [1]، و هو مذهب من مذاهب
الهند، و بقي ظاهره على ما كان عليه. قال: فكان عبد الكريم يفسد الأحداث؛ فقال له
عمرو بن عبيد: قد بلغني أنّك تخلو بالحدث من أحداثنا فتفسده [و تستزلّه] [2] و
تدخله في دينك، فإن خرجت من مصرنا و إلّا قمت فيك مقاما آتي فيه على نفسك؛ فلحق
بالكوفة، فدلّ عليه محمد بن سليمان فقتله و صلبه بها. و له يقول بشّار:
أخبرني هاشم بن
محمد قال حدّثني الرّياشيّ قال: سئل الأصمعيّ عن بشّار و مروان أيّهما أشعر؟ فقال:
بشّار؛ فسئل عن
السبب في ذلك، فقال: لأنّ مروان سلك طريقا كثر من يسلكه فلم يلحق من تقدّمه، و
شركه فيه من كان في عصره، و بشّار سلك طريقا لم يسلك و أحسن فيه و تفرّد به، و هو
أكثر تصرّفا و فنون شعر و أغزر و أوسع بديعا، و مروان لم يتجاوز مذاهب الأوائل.
/ أخبرني هاشم
بن محمد قال حدّثني العنزيّ عن أبي حاتم قال سمعت الأصمعيّ و قد عاد إلى البصرة من
بغداد فسأله رجل عن مروان بن أبي حفصة، فقال: وجد أهل بغداد قد ختموا به الشّعراء
و بشّار أحقّ بأن يختموهم به من
[1]
السمنية (بضم السين و فتح الميم): قوم من أهل الهند دهريون. و قال الجوهري:
السمنية: فرقة من عبدة الأصنام تقول بالتناسخ و تنكر وقوع العلم بالأخبار، و هي
نسبة إلى «سومنات» بلد بالهند؛ و الدهريون: هم الذين ذهبوا إلى قدم الدهر و إسناد
الحوادث إليه، و هم قوم ملحدون لا يؤمنون بالآخرة.