responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 102

كلام الجاحظ عنه:

و قال الجاحظ في كتاب البيان و التبيين و قد ذكره: كان بشّار [شاعرا] [1] خطيبا صاحب منثور و مزدوج [2] و سجع و رسائل، و هو من المطبوعين أصحاب الإبداع و الاختراع المفتّنين [3] في الشعر القائلين في أكثر أجناسه و ضروبه؛ قال الشعر في حياة جرير و تعرّض له، و حكي عنه أنه قال: هجوت جريرا فأعرض عنّي، و لو هاجاني لكنت أشعر الناس.

كان يدين بالرجعة و يكفر جميع الأمة:

قال الجاحظ: و كان بشّار يدين بالرّجعة [4]، و يكفّر جميع الأمّة، و يصوّب رأي إبليس في تقديم النار على الطّين، و ذكر ذلك [5] في شعره فقال:

الأرض مظلمة و النار مشرقة

و النار معبودة مذ كانت النار

هجا واصل بن عطاء فخطب الناس بالحادة و كان يتجنب في خطبه الراء:

قال: و بلغه عن أبي حذيفة واصل بن عطاء إنكار لقوله و هتف به، فقال يهجوه:

ما لي أشايع غزّالا [6] له عنق‌

كنقنق الدّوّ [7] إن ولّى و إن مثلا

عنق الزّرافة ما بالي و بالكم‌

تكفّرون رجالا كفّروا [8] رجلا!

/ قال: فلما تتابع على واصل منه ما يشهد على إلحاده [9] خطب به واصل، و كان ألثغ على الراء فكان يجتنبها في كلامه، فقال: أ ما لهذا الأعمى الملحد، أ ما لهذا المشنّف المكنيّ بأبي معاذ من يقتله؟ أما و اللّه لو لا [أن‌] [10] الغيلة سجيّة من سجايا الغالية لدسست إليه من يبعج بطنه في جوف منزله أو في حفله [11]، ثم كان لا يتولّى ذلك إلا عقيليّ أو سدوسيّ! فقال أبا معاذ [12] و لم يقل بشّارا، و قال المشنّف و لم يقل المرعّث، و قال: من سجايا الغالية و لم يقل الرافضة، و قال: في منزله و لم يقل في داره، و قال: يبعج بطنه و لم يقل يبقر، للّثغة التي كانت به في الرّاء.


[1] زيادة في ط، ء.

[2] المزدوج: ما أشبه بعضه بعضا في السجع أو الوزن.

[3] كذا في أكثر النسخ. و في ب، س: «المتفننين»، و كلاهما صحيح.

[4] الرجعة: الإيمان بالرجوع بعد الموت إلى الدنيا و هو مذهب قوم من العرب في الجاهلية، و مذهب طائفة من أولى البدع و الأهواء من المسلمين يقولون إن الميت يرجع إلى الدنيا و يكون فيها حيا (انظر «شرح القاموس» للسيد مرتضى و «اللسان» في مادة رجع).

[5] كذا في ط، ء و في سائر الأصول: «و ذكر مثل ذلك». بزيادة كلمة «مثل».

[6] عرف واصل بن عطاء بالغزال لكثرة جلوسه في سوق الغزالين إلى أبي عبد اللّه مولى قطن الهلالي (عن «البيان و التبيين» للجاحظ ج 1 ص 20).

[7] النقنق: الظليم و هو ذكر النعام. و الدوّ: الفلاة.

[8] كذا في ط، ء. و في باقي الأصول: «أ تكفرون رجالا أكفروا» بالهمزة في الفعلين، و كفره بالتضعيف، و أكفره بالهمز: نسبه للكفر.

[9] كذا في أكثر النسخ، و في ب، س: «على إلحاد» بدون الهاء.

[10] زيادة في ط، ء، ح.

[11] الحفل: الجمع من الناس. و في ط، ء: «في يوم حفله» بزيادة كلمة «يوم»، و في أكثر النسخ: «في جفله» بالجيم و هو تحريف.

[12] في جميع الأصول: «فقال أبو معاذ و لم يقل بشار» و لا وجه لرفع أبي معاذ و بشار هنا، لأن القول ينصب المفرد إذا لم يكن في إسناد.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست